| 340
والصحفيين، وأيضًا مقاربتها وتصوراتها ألي مجال أو نشــاط اجتماعي وسياســي، الســيما إذا كان معارضًا أو مخالفًا لسياســة الســلطة؛ إذ تراه تهديدًا لألمن الوطني وخطرًا على كيان الدولة يتطلب إجراءات اســتثنائية قد تنتهك الحقوق الدســتورية والقانونيــة. وذلك ما يجعل العمل الصحفــي المهني، والتغطية اإلعالمية لألحداث الجارية وقضايا الشأن العام، مش لة أمنية تهدد كيان المجتمع والسلطة. ويحيل هذا المنظــور األمني للقضايا علــى مفهوم األ ََْنَنَة، كما صاغه األكاديمي المتخصص في )، والذي يُؤطِر التعامل مع القضايا Barry Buzan الدراســات األمنية، باري بوزان ( والمشــاكل باعتارها نوعًا خاصًا من السياســة أو فوق العملية السياسة المعتادة، ما ). وبذلك يصح النشــاط 122 يُحوِلهــا إلى قضايا أمنية تتطلب إجراءات اســتثنائية( الصحفي، وتغطية المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس قيس ســعيد أو االحتجاجات السياســة األمنية " القطاعيــة، تهديــدًا أمنيًا للمجتمع وكيان الدولة. وهذا ما يفســر للسلطة في التضييق على نشاط وحركة الصحفيين وحرية الصحافة أيضًا، " الممنهجة ويشير إلى النية الف رية األمنية التي تؤسس لتجربة الح م في سياق حالة االستثناء. وهو بعد سياقي آخر لفهم تمثُالت السلطة لإلعالم. . السياق االجتماعي والثقافي 4.3 خلقت السياسة التي انتهجتها السلطة في التعامل مع وسائل اإلعالم والصحفيين بيئة اجتماعية معادية للعمل الصحفي والصحفيين الذين يتعرضون لحمالت التشويه عر ش ات التواصل االجتماعي التي ش َّكَلت فضاء واسعًا للتهديدات والتحريض والتشهير والتخوين -بحسب خولة شح، منسقة وحدة رصد االنتهاكات بمركز السالمة المهنية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين- وكان الاعث على هذه الحمالت سياسيًا؛ إذ يدفع هؤالء الصحفيون ثمنًا باهظًا بسب آرائهم ومواقفهم. وتقوم هذه الحمالت على النوع االجتماعي كما حصل للصحفية، زينة زيدي، والصحفية، وصال ال ســرواي. إذ اســتهدفت الصحفيتان عر فيديوهات مركة تُشــوه مسيرتهن المهنية عر اتهامهن بالعمــل لجهات في الســلطة أو لفائــدة جهات أجنية. فقــد كانت هناك صفحات معينة عر منصة فيســوك موالية للرئيس قيس ســعيد، وأخرى معارضة له، تستهدف الصحفييــن، باإلضافة إلى تهديدات بالعنف، وأحيانًا بالقتل، التي كان يتلقاها هؤالء .) 123 الصحفيون عر رسائل خاصة كما حصل للصحفي، وليد عد الله(
Made with FlippingBook Online newsletter