العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 342

خالصة تُبِّيِن دراسة حالة اإلعالم الح ومي، السيما القناة الوطنية األولى، وموقعه في سياق حالة االستثناء ونظام الح م الناشئ عنها (الشعوية السلطوية)، أن اإلعالم جزء من الحالة السياســية التي حوَلته عر القوة الصلة (الجيش) إلى أداة من أدوات الســلطة الرمزيــة وجهــاز من أجهزتها األيديولوجية، ال يختلف دوره عن باقي المؤسســات األخــرى التعليمية والثقافية واالجتماعية. وألن الســلطة تعتمــد منظورًا تقليديًا في التعامل مع اإلعالم -باعتاره وســيلة للفاعــل التنفيذي يتح َّكَم فيها كما يتح َّكَم في المؤسســة التشــريعية والسلطة التنفيذية والقضائية- فهي ال ترى موقعه خارج مجال الســلطة، وال يش ِّكِل حق ًلا مســتق ّلا عنها يتميز برأسماله الخاص الذي يجعله مرفقًا يـ ًا عموميًا لخدمــة الصالح العام من خالل وظيفتــه اإلخارية وروايته للثقافة � إعالم السياســية والخطاب العام والمساهمة في تشــ يل الهوية الوطنية. لذلك، يقوم هذا اإلعالم بتشــ يل صورة المُخَلِص للفاعل التنفيذي والترويج له بين الجمهور، ومن ثم يأخذ شــ ل ولون النيات السياســية واالجتماعية التي يعمل من خاللها، فيصح َِا ًلا لنموذج إعالم المواالة. وهو ما يجعل حالة التليفزيون إعالمًا مواليًا للســلطة مُم في عهد نظام زين العابدين " نوفم ر 7 " العمومي أشــه بما كان عليه الوضع في قناة س ـ َح فيه المجال للرأي المعــارض والمخالف، كما تُمنَع األحزاب � بــن علي؛ فال يُف السياســية المعارضة والهيئات الحقوقية من ولوج التلفزة الوطنية والتعير عن آرائها في قضايا الشأن العام، والتواصل مع الجمهور والرأي العام. وت شف الدراسة إستراتيجيات مختلفة لت ريس هيمنة السلطة على اإلعالم العمومي، والمشــهد اإلعالمي عمومًا، من خالل التعيينات وتسمية شخصيات موالية لها على رأس التلفــزة واإلذاعــة ووكالة تونــس إفريقيا لألناء، بل تنتمي هذه الشــخصيات ، والتي تُذكِر بالعهد القديم والدولة العميقة. 1987 نوفمر/تشــرين الثاني 7 لمرحلة وتوظف الســلطة أيضًا القضاء العس ري لمحاكمة الصحفيين الذين يخالفونها الرأي وليس القضاء العادي (الطيعي) للسيطرة على المشهد اإلعالمي والسياسي، ويشمل ذلك فئات مختلفة مثل السياســيين والمحامين ورجال األعمال والمدونين... إلخ، الذين يواجهون أيضًا محاكمات عســ رية. ولت ريس هذه الهيمنة تســتخدم السلطة )، وسيلة أخرى للضط اإلعالمي والسياسي 54 التشريع القانوني، السيما المرسوم (

Made with FlippingBook Online newsletter