357 |
مقدمة أدت -وال تزال- التطورات التقنية المتتالية في عالم االتصاالت، السيما تقنية الجيل الرابع والخامس، إلى اتساع دائرة انتشار ش ة اإلنترنت، وزيادة سرعة نقل اليانات والمعلومــات، وكفاءتها، فض ًلا عن ارتفاع نســة اســتعمالها بيــن الجمهور، وتعدد مجاالت هذا االســتعمال بواســطة الهواتف الخلوية وأجهــزة ال ميوتر المحمولة والثابتة وغيرها من الوسائل األخرى. ورافق التطور الحاصل في ش ة اإلنترنت اتساع دائرة استخدام ش ات التواصل االجتماعي بين مختلف فئات الجمهور في اللدان العربية. وقد صاحب ذلك ارتفاع وتيرة انتشار األخار الزائفة والمعلومات المُضََِلَة، أبريل/نيسان من العام 9 مارس/آذار إلى 2 أو غير الدقيقة. فخالل الفترة الممتدة من ) على التحقق من tunisiacheknews ( " تونيزيا تشيك نيوز " ، عمل فريق موقع 2021 236 خ ًا في اليوم، وتبَّيَن من مجموع 20 و 15 األخــار الزائفــة بمعدل يتراوح بين % منها أخار زائفة. وهو رقم من بين مئات األرقام التي تع س 90 خ ًا منشورًا أن تنامي هذه الظاهرة، خصوصًا على مســتوى ش ات التواصل االجتماعي التي تتميز .) 1 بسرعة االنتشار، ونقل المعلومات واألخار( أما نشــر األخار ال اذبة والمعلومات المزيفة فقد تتم في بعض األحيان على نحو غير مقصود، وبحســن نية من أفراد عاديين يفتقرون إلى اســتحضار العقلية التحليلية والنقديــة، أو ال يمل ون مهاراتهما، باإلضافة إلــى غياب التربية اإلعالمية والرقمية التــي تُم ِّكِنهم من ممارســة أدوار إيجابية في ظل ظاهــرة صحافة المواطن اآلخذة في التوســع واالنتشــار، أو تتم من قَِل بعض الصحفيين، جراء ضعف المهنية، وقلة الخرة، وضعف الت وين اإلعالمي، والتأهيل والتدريب المهنيين. وفي أحيان أخرى -وهــذا هــو األخطر- تتم عملية التزييف والتضليل علــى نحو متعمد ومقصود في ، بهدف " ســلعة " ، والمعلومات المحرفة " صناعة " إطار وظيفي، فتغدو األخار الزائفة تزييف الوعي لخدمة مصالح خاصة، ســواء أكانت سياســية أو تجارية، أو ترويجية، أو بغرض التشهير، أو النيل من الخصوم السياسيين وغير السياسيين، وغير ذلك من األغراض األخرى. وتتعدد الجهود الرامية إلى م افحة انتشــار األخــار الزائفة، والمعلومات المضللة، ســواء أكان ذلك على المســتوى المؤسســي عر الجهود التي تقوم بها المؤسسات
Made with FlippingBook Online newsletter