العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

37 |

ثانيًا: احتكار اإلعالنات تُش ِّكِل اإلعالنات المصدر الرئيس لتمويل الصحف ووسائل اإلعالم، ل ن االقتصاد المصري ال يوفر اإليرادات المناســة لوســائل اإلعالم المصرية. وكانت اإلعالنات ، 1960 الح ومية، والقطاع العام، توفر معظم دخل الصحف المملوكة للدولة منذ عام ، لتُقلِل من إنفاق الشركات على اإلعالنات، 2008 وجاءت األزمة االقتصادية العالمية، يناير/كانون الثاني التي أدت إلى تزايد عدد الصحف والقنوات 25 ثم اندلعت ثورة التليفزيونية الخاصة، وارتط ذلك بتراجع اإلنفاق على اإلعالن. وفســح هذا التغير المجــال لدخول المال السياســي، وقيام دول أجنيــة بتمويل صحف تعمل لتحقيق أهدافها، ومن أهمها إسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، حيث بلغ اإلنفاق -بين عامي مليارات جنيه، بينما ال توفر 6 . 5 - علــى القنوات التليفزيونية الخاصة 2013 و 2011 مليار جنيه فقط 1 . 5 الســوق في مصر لإلعالنات في جميع وســائل اإلعالم ســوى جنيهات تقريًا). 6 . 5 = (الدوالر في تلك الفترة ، سيطرت السلطة على معظم األنشطة االقتصادية، وتراجعت إم انيات 2013 بعد عام مشاركة القطاع الخاص في تمويل الصحف والقنوات التليفزيونية باستخدام اإلعالنات، في الوقت الذي اســتخدمت فيه السلطة الصحافة للدعاية إلنجازات النظام. فأصح لذلك قلَت حاجة الشركات " اإلعالن التحريري " المضمون الذي تُقدِمه الصحافة يشه والح ومة لإلنفاق على اإلعالنات. كما قامت الشركة المتحدة للخدمات اإلعالمية المملوكة لجهاز المخابرات العامة بشــراء شركات اإلعالنات، والسيطرة االحت ارية على ســوق اإلعالنات. ومن ثم لم يعد تمويل صحيفة أو وســيلة إعالمية باستخدام اإلعالنات مم ًا، وهذا يعني عدم وجود سوق حرة لإلعالم في مصر ط ًا للنظرية الرأسمالية الغربية، وأن اإلعالن لم يعد مصدرًا لتمويل وسائل اإلعالم باستطاعته أن يوفر لها إم انيات االستقالل عن السلطة. وأدى ذلك إلى تزايد التعية للسلطة، خاصة بعد أن تراكمت عليها الديون ولم تعد تســتطيع دفع مرتات الصحفيين والعاملين، ولهذا تنتظر اإلعانات من الح ومة. وستؤدي األزمة االقتصادية في مصر إلى التقليل من اإلنفاق على اإلعالنات؛ حيث %، كما ذكر 60 ، بنســة 2017 انخفض اإلنفاق اإلعالني في وســائل اإلعالم، عام آنفًا. وسيزيد ذلك من تعميق أزمة الصحافة الورقية والقنوات التليفزيونية، وسيجعل

Made with FlippingBook Online newsletter