العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

399 |

مقدمة تقع وسائل اإلعالم التقليدية في شرك نشر األخ ار الزائفة حين ال تتحرى بصورة مهنية عن صدقيتها؛ إذ يستقي بعض الصحفيين األخار من منصات اإلعالم االجتماعي وال يتحققــون منها، وربما ينتهون بعد نشــرها إلى زيفهــا وتحريفها. ل ن ي ون األوان سـ ِحِب الخر أو الصــورة أو الفيديو، ألن الخر � قــد فات لتدارك الوضع، حتى لو انتشر بين المستخدمين، وجرى تداوله من حساب آلخر، ومن موقع اجتماعي آلخر. ويترتب عن ذلك اإلضرار بمصداقية وموثوقية المؤسسة اإلعالمية، كما تتعرض هوية المؤسسة االحترافية للصدع ك يان ومنظومة، وهو ما يفقدها تأييد المتلقي واهتمامه. تتجلى آثار نشر األخار الزائفة ليس فقط في تراجع ثقة الجمهور بوسائل اإلعالم التي قد تقع في فخ نشر هذه األخار، بل تجعل األفراد عرضة للخطر عند وقوع األزمات وال وارث بســب المعلومات المُض ََِلَة التي حصلوا عليها من قَِل وســائل اإلعالم ). وقد يجعل استهالك األخار الزائفة 1 التقليدية، أو عر منصات اإلعالم االجتماعي( الناس أكثر عرضة لتني التصورات االجتماعية والسياســية والثقافية الخاطئة، وذلك ما يؤثر في تصرفاتهم وســلوكياتهم الحقًا. فإذا تعرضوا لمعلومات سياســية مُض ََِلَة مث ًلا بشأن وضع سياسي معين، كالمعلومات الخاصة بالحمالت االنتخابية، فإن ذلك )، وإذا تلقوا أيضًا معلومات زائفة 2 يؤثر في قراراتهم السياسية وسلوكهم االنتخابي( بخصوص قضايا اجتماعية أو ثقافية معينة، مثل قضايا الصحة، والشغل، واليئة...إلخ، فإن ذلك سيؤثر سلبًّيّا في تقييماتهم وتصرفاتهم تجاه هذه القضايا. ويمتد ذلك التأثير إلى بنية المجتمع وســيرورة أنســاقه الفرعية (سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا... إلخ)، وســتُقَوَض ثقة األفراد في المؤسسات السياسية، وأيضًا في الفعل والمشاركة السياسية واالجتماعية. يســتفيض حاليّا ال ثير من المواقع اإلخارية في نشــر تلك األخار التي تدور أغلها حول الدعاية والخداع وتضليل الرأي العام، وتعتمد على تقارير ال أســاس لها من الصحة ومن مصادر مجهولة على اإلنترنت ليست لها أي مصداقية. وقد يصل األمر بصانعي األخار ال اذبة إلى تغذية حالة الرعب وتعزيزها وسط الجمهور (خلق حالة ش ـ ُئُها � ). وتدفع حالة التالعب والخداع التي تُن 3 الفوبيا وال راهية) إزاء كل القضايا(

Made with FlippingBook Online newsletter