| 410
Thomas يرتط بإضفاء أو نزع الشرعية عنهم مثلما بيَن األكاديميان توماس هانيتش ( )، فـــي مجـال يتصـارع 25 () Henrik Örnebring ) وهنريك أورنيرينغ ( Hanitzsch فيـــه الصحفيـون حــول هويــة المهنة التي يمارسونها وم انهــا فــي المجتمــع؛ إذ عــادة مــا يتوقع المجتمع من الصحفيين معايير عاليــة من النزاهة، والموضوعية، والصدق، وال فاءة، وعدم الوقوع في الخطأ...إلخ، أو ما يتوقعه الصحفيون ألنفسهم أن يمارسوا مهنتهم في ظل الحرية، والوصول إلى مصادر األخار، وعدم خضوعهم ألية ضغوط، وتوفر اإلم انيات المادية والشــرية. وتتســم تمثالت الصحفيين عن أنفسهم في الغالب بالتقدير اإليجابي لما يجب أن ي ون عليه وضعهم المهني، فهم يتوقعون أن يتموضعوا اجتماعيًا في المؤسسة كجماعة انتماء عضوي، على حد تعير ) Serge Moscovici الاحث في علم النفس االجتماعي، ســيرجي موس وفيتشــي ( )، أي تتولد لديهم مشــاعر االرتاط بم ان العمل، إال أن ممارسة المهنة واقعيًا 26 ( تفــرض عليهم تمثالت أخــرى تختلف عن توقعاتهم أو توقعــات المجتمع عنهم. فتحقيق مادئ الحرية، والحياد، وااللتزام، والسلطة، ي ون نسبًّيًا، وت اد تش ل مادئ مثالية مصادرة يناضل ال ثير من الصحفيين الستردادها. ترتط الهوية المهنية لمؤسسات اإلعالم أيضًا بمدأ االختالف والتنوع، فل ل مؤسسة هويتها التي تميزها عن غيرها، وحتى مصطلح الهوية نفســه يحيل إلى التميز، فهي ، وعلى أساســها يم ن التمييز بين فرد وآخر ومجموعة " ماهية الشــيء " تُعرَف بأنها وأخــرى. كمــا تعرف بمجموعة االنتماءات التي ينتمي إليها الفرد وتحدد ســلوكه، )، وتتشــ َّكَل الهوية المهنية لوسائل اإلعالم عر مسارات 27 أو كيفية إدراكه لنفســه( متفاعلة، ألنها تشير في الداية إلى الصورة التي تنيها المؤسسة عن نفسها، ثم الصورة التي تســعى إلى إيصالها لآلخرين. وأخيــرًا، يتم بناء الهوية من خالل الصورة التي يرســلها اآلخرون إلى المؤسسات نفسها، وكذلك التعير عن توجهاتهم وتفاعالتهم المختلفة عر مختلف الوسائط. ومن ثم فإن الهوية نتيجة لعملية الناء، وتفاعل هذه .) 28 المسارات الثالثة( لقــد عــرف مفهوم الهوية المهنيــة في مجال اإلعالم تحوالت كيــرة مع التغيرات الرقمية، فقد أثرت هذه التحوالت على مســارات بناء الهوية؛ إذ تجرد الصحفي في الوقت الحالي من بعض األدوار والوظائف التقليدية، فلم يعد منتجًا وحيدًا لألخار
Made with FlippingBook Online newsletter