العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

411 |

وشاهدًا فريدًا على ما يجري لينقله إلى الجمهور، لقد أصح العديد من المؤسسات غير الصحفية ينتج األخار ويوزعها، ويشترك في ذلك العديد من األفراد خارج دائرة مهنة الصحافة. أنتــج هذا التغير في مفهوم الهوية ذاته مشــتغلين في مهنة الصحافة ال يتوافر لديهم )، فتســلل 29 أو الملمح الصحفي، على حد تعير الاحث مراح عيســى( " ال روفايل " للمجــال مؤثرون وناشــطون اجتماعيون، وفنانون...إلــخ، فتقمصوا هوية الصحفي بنشــر أخار، وإجراء تغطيــات إعالمية، وتصوير برامج وحصــص، ونقل مضامين إخاريــة، وتنى ال ثير منهم صفــة إعالمي، وصحفي، ومذيع...إلخ، دون أن ت ون لديهم أية خلفية مهنية صحفية وال ت وين أكاديمي في المجال، وال دراية بالمواثيق واألخالقيات الصحفية. ولم يسق لهم االنضمام لنقابات واتحادات الصحفيين، ولم تربطهم عالقة مهنية مســ ًا بأية مؤسســة إعالمية، ل ن لهم المقدرة على استقطاب المتابعين والمهتمين، وإنشــاء صفحات وقنوات على ش ات التواصل االجتماعي، فقرروا تقمص هذا الدور االجتماعي، واالنتماء لجماعة مرجعية (الصحفيين) ليست ). فحين لم يســتطيعوا امــتالك هوية صحفية 30 مــن مجموعــة انتماءاتهم األصلية( بالمســارات الطيعية (التعليم، والت وين، والتوظيف واالنتماء للمؤسسة) لجؤوا إلى األساليب السريعة (صحفي مواطن، مؤثر اجتماعي، صحفي في اإلعالم االجتماعي... إلخ). إن التحوالت التي حدثت على مستوى مفهوم هوية الصحفي لم تنتج فقط جماعات دخيلة على المهنة، بل أنتجت تحديات كثيرة، بدءًا بتحدي حماية هذه الهوية ضمن اليئة الرقمية؛ إذ تتعرض المضامين الرقمية التي ينتجها الصحفيون للســطو والسرقة واالنتحــال بصورة متواصلة، ويُعاد نشــرها دون مراعــاة ألية أخالقيات معينة، ومن الصعب إجرائيًا تتع ومالحقة جميع المنتحلين، فتتعرض حقوق الصحفيين للسطو، خاصة في ظل غياب تشــريعات محلية ودولية في مجال حماية الممتل ات الف رية والمعنوية، وحتى إن توافرت دوليًا إال أن آليات تنفيذها معقدة وتقريًا مستحيلة. ) يرتط بمستوى 31 وهناك تحد آخر يهدد الهوية المهنية للصحفيين وهو تحد أخالقي( الســطحية والغوغائية التي يقع فيها عدد من الصحفيين، بســب تهافتهم على اإلثارة بدافع استمالة أكر عدد من المتابعين والقراء والمشاهدين، فتحوَل الدور االجتماعي

Made with FlippingBook Online newsletter