العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 418

بها أغلب الصحف، نتيجة تراجع الميعات وانخفاض الموارد المالية التي كانت تأتي " لي رتي " من اإلعالنات. فقد أفلس عدد من الصـــــــحف وأغلق أبوابه على غرار ) العريقة أيضًا El - Watan ( " الوطن " )، وجريدة La Tribune التربيــن ( " ) و Liberté ( تعاني لغاية اآلن من أزمات مالية خانقة تدفعها لالستمرار بشق األنفس. كيف يتمثل الصحفيون القيم المهنية في مهنة " - وفي ســؤال الدراســة الخامس: أسعى لتوجيه الجمهور لقضايا معينة " ، الحظ الاحث أن فقرة: " الصحافة وممارستها؟ )؛ إذ يظهر أن هناك نزوعًا 4 . 65 ، حصلت على نســة مرتفعة ( " وفق توجهات مســقة واضحًا لدى الصحفيين الجزائريين للمشــاركة واالنخــراط وعدم االكتفاء بالحياد. ويدو أن دور أغلب الصحفيين ال ينحصر فقط في نقل األخار بل توجيهها والتعليق عليها، وهذا ما تؤكده نظرية ترتيب األولويات التي أشــرنا إليها ســابقًا. أما الفقرات قد ألجأ إلى إبداء مواقفي عر أســاليب ملتوية كاللجوء إلى خراء أعرفهم " التالية: مســ ًا كي يقدموا الرأي الذي أرغب في نشــره، أوظف صــورًا وفيديوهات منتقاة ألُظهرها على أنها رأي الجمهور، أنشــر مواقف رأي وأنسها لخراء ومحللين وهي .) 3 . 10 - 3 . 75 ، فقد حصلت على درجات أقل، وتراوحت بين ( " ليست كذلك ويدو من المؤشــرات السابقة أن هناك من الصحفيين من يمارس التضليل وااللتواء في التعامل مع الجمهور، وال يلتزم بالحياد والموضوعية في ممارســة مهنته، فيلجأ إلى تدليس الحقائق واقتاس شهادات غير صحيحة لخراء ومحللين، وانتقاء مقاطع وصــور وفيديوهــات تخدم أجندات معينة. واتضح أن أغلــب من ينتمي لهذه الفئة هم الصحفيون المشــتغلون في المواقع اإلخارية، وذلك نتيجة للمعايير المتســاهلة في التعامل مع نشــر وبث األخار، وعدم االلتزام بضوابط مهنية وأخالقية صارمة. كما أن أغلب من يشتغل في هذه المواقع ال تربطهم عالقة مهنية مؤسساتية واضحة مع هذه المواقع، وال ينتمون وظيفيًا لنقابات واتحادات صحفية، ولم يســق لهم أن حظوا بتدريب مهني في مســألة التعامل مع األخار ال اذبة، أو في مســألة تمثيلهم لهوية المؤسســة التي يشــتغلون بها؛ لذلك يستسهلون الوقوع في التضليل وال يعون عواقه على مؤسساتهم وجمهورهم بصورة عامة. وليس هناك شــك في أن ذلك ســيؤثر سلًا على الهوية المهنية للصحفيين، فتتحوَل من هوية ملتزمة أخالقيًا بقيم الحياد والنزاهة والموضوعية، إلى هوية تتصف بالتضليل

Made with FlippingBook Online newsletter