419 |
والتحيــز، فيحــدث هناك نزاع وظيفي في مســؤولية الصحفي المجتمعية بين الحياد والموضوعية أو التضليل والتدليس. بش ل عام، يم ن أن يؤدي تحول هويات الصحفيين من مصادر موثوقة ومحايدة إلى مصادر منحازة إلى تعميق االنقســامات السياسية واالستقطاب األيديولوجي، وذلك من خالل تأثيرهم في ثقة الجمهور ومشاركتهم في النقاشات وتش يل الرؤى واآلراء، ويتضح ذلك من خالل عدة مؤشرات: أوًلا: عندما يتغير دور الصحفيين من كونهم معلقين محايدين إلى أفراد ينتمون إلى اتجــاه معيــن من األف ار؛ إذ يم ن لهذا التحول أن يعزز من اســتقطاب الجمهور، وت ون هوياتهم المهنية جزءًا من المشهد السياسي واأليديولوجي، ومن ثم تؤثر في تعميق االنقسامات واالختالفات بين المجتمعات. ثانيًا: عندما يشــعر الجمهور أن الصحفيين لم يعودوا مصدرًا موثوقًا يمتل ون هوية مهنية قائمة على النزاهة والموضوعية، يم ن أن ينتج عن ذلك تدهور في مســتوى الثقة، كما أن تراجع الثقة في وســائط اإلعالم يزيد من االســتجابة لألخار المتطرفة والتي تتوافق مع اآلراء المسقة للجمهور. ثالثًا: عندما يصح لدى الجمهور تصوُر بأن وسائل اإلعالم تميل نحو أوجه معينة من االعتقادات واآلراء، يم ن أن يؤدي ذلك إلى تعميق االنقسامات السياسية. فاألخار المحســوبة علــى جهة معينة يم ن أن تدفع الجمهور إلــى االرتاط بتلك األخار، وت وين مجتمعات رقمية تؤيد تلك الجهة وتنتقد الجانب المعارض. . نتائج الدارسة 5 بعد إجراء المقابالت مع بعض الصحفيين المشتغلين في اإلعالم الجزائري، ودراسة نتائج اســتطالع الرأي، في ســياق نظرية ترتيب األولويات، خلصت الدراســة إلى مجموعة من االستنتاجات: - معدل وعي وإدراك الصحفيين لألخار ال اذبة وتوصيفها وفهم تحدياتها ذو درجة مرتفعة. - أظهر الصحفيون المشــتغلون في اإلعالم العمومي وعيًا أكر تجاه ضرورة التقيد بأخالقيات نشر األخار.
Made with FlippingBook Online newsletter