العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

421 |

- اتضح من خالل الدراسة أن نسة كيرة من الصحفيين الجزائريين يجدون أنفسهم في مسافة فاصلة بين السعي لممارسة الحرية والحق في نقل األخار كما هي، وبين الضغوطات السياســية واالقتصادية والمهنية التي تواجههم يوميًا، وتجعلهم يحيدون عن واجهم األخالقي في ت ريس الحرية، وحقهم في الوصول لألخار ونقلها دون قيود. خاتمـــة تُعد الثقة ركيزة أساسية ألية عالقة صحية بين اإلعالم والمجتمع، خاصة عندما تعتمد المجتمعــات على المحتوى الرقمي للحصول على المعلومات واتخاذ القرارات؛ إذ يجب أن ت ون هناك ثقة قوية في صحة ودقة هذا المحتوى. فإذا انتشــرت األخار الزائفة دون تحقق أو تدقيق، فإنها تهدد الثقة وتزعزع األســس األساســية للمعرفة والتواصل. كما أن للمؤسســات اإلعالمية مســؤولية مهنيــة ومجتمعية في م افحة األخــار الزائفة؛ إذ يجب أن تلتزم بمعايير النزاهة والشــفافية واألخالق المهنية في عملهــا، ويتعيَن على الصحفيين أن يتعوا ممارســات صحافة الحقيقة والتحقق من األخار قل نشرها. ويرت ط انتشار األخ ار الزائفة كذلك بش ل وثيق باالستقطاب األيديولوجي والسياسي؛ إذ تعمل هذه األخار على تعزيز المعتقدات القائمة وتوجيه الجمهور نحو آراء محددة تتوافق معها، وتســهم هذه الظاهرة في تشــويه الحقائق وإضعاف الجدية والموثوقية فــي المحتوى اإلعالمي؛ مما يعزز التصاعد في التوترات السياســية واالســتقطاب ). وهنا، تأتي مســؤولية المؤسســات اإلعالمية 33 بين مختلف الفئات في المجتمع( والصحفيين في تني معايير النزاهة والشفافية والتحقق من األخار قل نشرها للحفاظ على الثقة وتقليل تأثير األخار الزائفة في االستقطاب والتوتر السياسي واأليديولوجي. فال يزال بعض اإلعالميين في الجزائر يعيشون صراعًا وظيفيًا في مؤسساتهم اإلعالمية بين الســق لنشــر األخار -ولو تطلب ذلك تجاوز القيم الصحفية مثل قيم الحقيقة والموضوعيــة- وبين الضغوط اإلدارية ال يــرة التي تمارَس عليهم من قَِل مديري ورؤساء التحرير، أو من قَِل السلطات الح ومية التي تمارس عليهم رقابة وتوجيهًا يصــل لحــد المتابعة القضائية والســجن؛ وهو ما يدفعهم للحــث عن تموقع آمن، يجِّنِبهم المســاءلة والضغط، ويم ِّكِنهم من نشــر ما يريدون، إال أن ســعيهم الحثيث

Made with FlippingBook Online newsletter