العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 462

الوصول إلى المعلومات السياسية، وتوجيه الرأي العام بشأن األحداث الجارية. فمن جهة، وفرت هذه الشــ ات فضاء عامًا جديدًا ســمح لألفراد بالمشاركة في النقاش السياســي والتعليق على قضايا الشــأن العام، ومن جهة أخرى ســهَلت للسياســيين الوصول إلى المستخدِمين وضيَقت الفجوة الرقمية بين المواطن والنخة. وقد استُخدِمت ش ات التواصل االجتماعي في عملية االستقطاب السياسي، وهو ما أثتته الدراســات التي بحثت في هذه الظاهرة؛ حيث ســعت دراسة إلى ال شف عن العالقة بين االســتقطاب السياسي وش ات التواصل االجتماعي، وتضمنت مراجعة دراسة في الفترة ما بين 264 للحوث المنشورة في بعض المنصات العلمية تت ون من ). كما توصلت دراسة أخرى راجعت الحوث التي تناولت موضوع 1 ( 2022 و 2008 دراسة إلى أن 94 االستقطاب السياسي وعالقته بش ات التواصل االجتماعي قوامها .) 2 هناك حركة بحثية متزايدة حول الموضوع( وفي هذا الســياق، نجد أن المنطقة العربية لم تق بعيدة عن هذه الحركية الحثية المرتطة بالمجال السياســي وشــ ات التواصل االجتماعي، وليس أدل على ذلك مما شهدته بعض الدول العربية من أحداث استُخدِمت فيها الش ات االجتماعية في .) 3 ( " ثورات الربيع العربي " الذي تزامن مع 2011 تحريك الشــارع، خاصة في العام كما أدت هذه المنصات دورًا حاســـــمًا في التعئة والحشـــــد السياسي، وكان لها األثــر الواضح في التح م وتحريك الثــورات والتحريض ضد الح ومات، وتنظيم االحتجاجات وتادل المعلومات واآلراء من خالل ســمة التفاعل مع مســتخدميها، والســيما موقعي فيسوك وتويتر؛ إذ يعدان من أكثر المواقع االجتماعية نشاطًا وكانا .) 4 يمثِالن منابر حرة للمناقشـــات السياســـية وتحسين مستوى النقاش( إن هذه التحوالت في أسلوب التعاطي مع القضايا السياسية وتجاذباتها في المنطقة العربية، ســواء كانت داخلية أو عربية أو دولية، وما يالزمها من اســتقطاب سياســي ب ل أشــ اله من خالل صناعة المحتوى أو التفاعل معه أو من خالل المعارضة أو االحتجاج الرقمي أو المشاركة في الفعل السياسي، دفعت الاحثين إلى دراسة هذه الظواهر الجديدة من أجل تحديد اســتخدام ش ات التواصل االجتماعي في تداول القضايا السياسية في المنطقة العربية والتفاعل معها، وعالقته باالستقطاب السياسي. وتحاول الدراسة رصد الحوث التي اهتمت باستخدام ش ات التواصل االجتماعي وعالقته باالستقطاب السياسي في المنطقة العربية، وتركز على مقاربة األسئلة اآلتية:

Made with FlippingBook Online newsletter