العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

579 |

مقدمة تهدف التنمية إلى تحقيق حياة أفضل للمواطنين، وتعزيز وعيهم بالمش الت المحيطة بهم، وتقنين االستهالك والحيلولة دون استنزاف اليئة، وتوزيع الس ان جغرافيًا بش ل متوازن والحد من الهجرة القروية، وتوفير األمن والتعليم والصحة، ومحاربة الجوع والفقر واألمية والتوزيع العادل للثروات، ومجابهة الظلم واالستعاد ومحاربة الفساد. ويقوم اإلعالم جزئيًا بعض هذه الوظائف واألدوار داخل المجتمعات، لذلك يلتقي مع التنمية في تحقيق بعض هذه األهداف، بل قد ي ون اإلعالم محفزًا ورقيًا وداعمًا للمشــاريع التنموية ومصححًا لتوجهاتها، ومثيرًا ومن ًا ل ل أســاب التخلف؛ إذ إن اإلعالم له القدرة على إثارة النقاش العام وتركيز اهتمامه على المشــاكل وتحويلها إلى انشغال عمومي. مــن هذا المنطلق، تحاول الدراســة رصد التغيير الذي أحدثــه اإلعالم الجديد في المجتمــع المغربي، وإبراز حجم مســاهمته في التحــول االجتماعي ودعمه لقضايا التنمية، خاصة تنمية األفراد (بناء األفراد والرأســمال الشــري) والمجتمع، وتحسين الموارد والدخل. وتحاول الدراسة اإلجابة عن هذا الحقل االستفهامي: كيف يُسهِم اإلعالم الجديــد فــي تحقيق التنمية الشــاملة في المجتمع المغربــي؟ وما وظائفه وأدواره؟ وكيــف يؤثــر اإلعالم الجديد في إنجاح التنميــة باللدان النامية، وخاصة المغرب؟ أال يُعد تهميش دور اإلعالم الجديد في التنمية من أســاب تعثرها؟ متى يفشــل اإلعالم في أداء دوره التنموي ودعم قضايا التنمية؟ ما حجم اهتمام اإلعالم الجديد بقضايا التنمية في المغرب؟ وهل اإلعالم الجديد مؤهل لدعم قضايا التنمية بالمغرب؟ وهل اإلعالم الجديد قادر على قيادة تغيير اجتماعي يخلق أرضية مناسة للتطور والتحديث والتنمية في المغرب؟ لإلجابة على هذا الحقل االســتفهامي، تســتعين الدراسة بالمنهج الوصفي التحليلي باعتاره المنهج األكثر اســتخدامًا ومالءمة لدراســة الظواهر اإلنسانية واالجتماعية؛ إذ يعتمد الوصف ركنًا أساســيًا في رصد الوضع الراهن للتنمية بالمغرب، والحث فــي عالقة اإلعالم بتنمية األفراد وبناء المجتمع وإشــاع احتياجاته، ثم عالقة ذلك بالتنمية الشــاملة. كما اســتخدمت الدراسة أداة المقابلة لجمع المعلومات واليانات

Made with FlippingBook Online newsletter