العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

587 |

خالل تداول أخار ومواضيع تافهة ومتذلة، وذلك بهدف واحد هو الحث عن رفع نسب المشاهدة ونيل كثرة اإلعجابات والمتابعات، دون اهتمام بالمسؤولية اإلعالمية التي تقتضي من هذه الوســائل الحرص على تهذيب الذوق العام، وااللتزام بمادئ وأخالقيات المجتمع، واحترام الذوق العام وحقوق اآلخرين. ويؤخذ على وسائل اإلعالم الجديد أيضًا ضعف قدرة أدواتها على التمييز بين األخار الحقيقية والزائفة؛ إذ تنشــر أحيانًا أخارًا كاذبة، ل ن األخطر أن هذه الوسائل تتعمَد نشــر األخار الزائفة والمُض ََِلَة واإلشــاعات والترويج لها بهدف تضليل الرأي العام وتوجيهه ألغراض دعائية؛ مما يؤكد صعوبة التح ُّكُم في هذه الوسائل وضطها. وتركز بعض وسائل اإلعالم الجديد غير المسؤولة على الفضائح وأخار الجنس والجرائم، وتقديم نماذج ســيئة للمجتمع؛ مما يؤدي إلى التأثير في الشــاب والمراهقين. وهو ما يفرض على المواقع اإلل ترونية والصفحات االجتماعية أن تستحضر مسؤولياتها األخالقية، وتقدم مصلحة خدمة المجتمع على األرباح المادية. خاتمة بيَنت الدراسة أن هناك توافقًا بين أهداف التنمية وأدوار اإلعالم الجديد الذي يسعى إلى تحقيق ما ترمي إليه التنمية الشــاملة ودعم مؤشــراتها في المجتمع المغربي، من خالل التعريف بالمشــاريع التنموية، وإقناع الجمهور بأهميتها، وإيجاد إجماع وطني حولها، ما يُعد اهتمامًا باإلنسان وإقرارًا بمشاركته ودوره في هذه المشاريع. كما وجَه هذا اإلعالم انتقادات للمشاريع التنموية، وأبرز مالحظات المواطنين حولها، ما أدى إلى اإلســراع في تداركها وإصالحها. لذلك، فإن اإلعالم الجديد ال يحشــد الدعم للمشــاريع التنموية فقط، وإنما يُوجِه ويقترح ويقوِم. وقد أكد قدرته على المســاهمة في تحسين خدمات قطاعي التعليم والصحة من خالل كشف عيوبهما وما يعترضهما من مشــاكل، وكذلك قدرته على أن ي ون وســيلة تعليم وتثقيف وبناء الذات، تنشر الوعي وتؤدي إلى غرس قيم جديدة، كما يوفر كمًا هائ ًلا من المعلومات في جميع الميادين، ومنها التعليمية والصحية. وأوضحت الدراسة، على المستوى التنموي االجتماعي بالمغرب، أن اإلعالم الجديد يعمل على محاربة جميع أش ال التخلف، من أجل بناء مجتمع المؤسسات عوض

Made with FlippingBook Online newsletter