العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 62

). ل ن بعد مرور عقد من الزمن، أي في مطلع القرن 8 وظهور الصحافة المســتقلة( الحادي والعشــرين، ستعرف الجزائر تغيرات سياسية واجتماعية عميقة، ستؤثر أيضًا فــي المنظومــة اإلعالمية وبيئة العمل الصحفي، وهو ما يُشــ ِّكِل اختارًا للتصنيفات المذكــورة، وفحصًــا إلجرائيتها في فهم تلك التأثيرات وتفســير تحوالت المنظومة اإلعالمية. وهنــا، ترز المشــ لة الحثية كما يُؤطِرهــا الحقل االســتفهامي اآلتي: هل ينطق التوصيف الذي أطلقه وليم روو (الصحافة االنتقالية) على طيعة المنظومة اإلعالمية سـِر إقدام السلطات العمومية على اتخاذ � الجزائرية في مطلع العقد الحالي؟ وهل يُف بعــض القرارات التنظيميــة في قطاع اإلعالم، ثم التراجع عنها؟ وهل يُبِّرِر التصنيف ازدواجيــة ســلوك الح ومات المتعاقة في قطــاع اإلعالم التي بلغت حد المفارقة: صــرف النظــر عن تطيق بعض النود القانونية علــى العض، مع كل ما يترتب عنه مهنيًا وإعالميًا، والتشدد في تطيقها على العض اآلخر؟ وكيف استطاعت المنظومة اإلعالمية أن تُحقق اإلجماع المذكور أعاله على أدائها؟ وما السيل للنهوض بها؟ تواجه دراســة المنظومة اإلعالمية الجزائرية وتحوالتها عقات منهجية حتى تُحصَن علميًا، ألنها تُش ِّكِل امتدادًا للماضي الذي ينع س على حاضرها ومستقلها، كما تعتر ســاحة للصراع االجتماعي والسياســي والثقافي، وأداتَه في آن واحد. فمن الصعب يـ ًا قراءة تطور المنظومــة اإلعالمية في الجزائــر بمعزل عن النظام � يـ ًا ومنهج � تاريخ السياســي والناء الثقافي للدولة الجزائرية. لذا، يدو أن تشــريح المنظومة اإلعالمية الجزائرية بم وناتها وآلياتها الداخلية يتطلب االســتعانة بعض المتغيرات الخارجية المؤثرة في تطورها، تلخصها بعض المفاهيم األساسية في علم االجتماع السياسي، وهي: الميراثية المحدثة، والشــعوية، والمحسوبية، التي تُؤطِر هذه الدراسة لل شف عن تأثيرها في العمل اإلعالمي وحرية الصحافة، ومن ثم الحق في اإلعالم. على الرغم من إجماع المف رين على أن حرية الصحافة تُشــ ِّكِل جزءًا أساســيًا من حقــوق المواطــن، خاصة حرية التعير، التي تســمح ألبناء المجتمع من اســتجالء الحقيقة، وتســاعدهم في االطالع والمعرفة، إال أن النقاش حول ممارســتها شــ َّكَل موضوع سجال شحنه النزاع األيديولوجي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فاعترها العض مجرد طموح مثالي لصعوبة انفالت وسائل اإلعالم من قضة اقتصاد السوق،

Made with FlippingBook Online newsletter