العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

91 |

فــي المنظومة اإلعالمية بدأت تتجلى بوضوح من خالل إبعاد وســائل اإلعالم عن االضطالع بدور الرقابة على الســلطة التنفيذية، ودفعها للقيام بدور دعائي أكثر منه إعالميًا، وانتهاك األســس المهنية واألخالقية للممارســة اإلعالمية، والتضييق على الصحافــة ومالحقة الصحفيين. لقد ظلت الســلطات العموميــة تغض الطرف، في الغالب، عن مقاالت الرأي التي تنتقد، صراحة أو ضمنيًا، كيفية إدارة الشــأن العام، طالما أنها لم تتجاوز حدود إبداء الرأي، مثل الرسوم ال اري اتورية لعلي ديالم في في الصحيفة " نقطة نظام " ، و " الخر " ، وعدو عد القادر في صحيفة " لي رتي " صحيفة ، ومقاالت خضير بوقايلة " الوطن " ) في صحيفة Point Zéro ( " بوان زيرو " نفســها، و ، وغيرها التي تتناغم مع تقاليد الصحافة الجالسة. وبالمقابل، " الشــروق " في صحيفة لم تتســامح أبدًا مع نشــر األخار الصحفية التي ت شــف عن وقائع وحقائق الفساد أو مع المواد الصحفية االســتقصائية التي تحاول النش في عملية تصفية شــركات لألوليغارشــية، وال مع كتَابهــا. والنتيجة، أن تصنيف الجزائر " بيعها " القطــاع العام و في 141 إلى 2011 في 122 في ســلم حرية الصحافة في العالم تراجع من المرتة مراسلون بال " ، بحســب التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة 2019 )، وتدعمه احتجاجات الصحفيين والعريضة التي وقَعها صحافيو اإلذاعة 79 ( " حــدود الوطنية، خاصة المنتســين إلى القناة الثالثة، والتي نددوا فيها بالرقابة المســلطة على نشــرات األخار اإلذاعية في عز الحراك الشــعي الذي شهدته الجزائر، في فراير/ .) 80 ( 2019 ش اط من المفروض أن وجود وسائل اإلعالم الخاصة في الجزائر يُش ِّكِل مؤشرًا قويًا على حرية الصحافة، ل ن هذه الوســائل لم تســتطع أن تتحرَر من نفوذ السلطات الوصية فـ ًا. لذا، ال يم ن � علــى قطــاع اإلعالم، بل أصحت أكثــر تعية لها مثلما ذكرنا آن وصــف المنظومة الصحفية الجزائرية بأنها تعيــش مرحلة االنتقال الديمقراطي؛ فقد تم القضاء على بوادر هذا التحوُل في مطلع تسعينات القرن الماضي. وعليه، عجزت الصحافة الجزائرية عن الحذو حذو الصحافة اإلســانية، التي أســهمت بفاعلية في االنتقــال نحو الديمقراطية باعتارها همزة وصل بين النخب والقراء لتحقيق التوافق ). ويؤكد محمد غريب، وزير العمل 81 بين اآلراء حول القيم الديمقراطية األساسية( السابق، الذي أشرف على انطالقة الصحافة الخاصة وتابع ميالدها، هذا الرأي بقوله: لم تقطع بعد حلها الســري بالسلطة، وال تشارك إال بقدر " المســتقلة " إن الصحافة

Made with FlippingBook Online newsletter