يستند علماء الشيعة من المعارضين لدعم القضية الفلسطينية في موقفهم إلى المصادر الشيعية التقليدية التي ال ترى قدسية للمسجد األقصى وبيت المقدس، وتســتفيض بداًلا من ذلك في الحديث عن فضائل كربالء والنجف وغيرهما.. وهذا ما يجعل التقديس لفلسطين وحرمة األقصى في األدبيات الثورية اإليرانية مثيًرًا للدهشة. ويرجع الفضل في ذلك إلى أطروحات اإلمام الخميني الذي جعل من صراع الجمهورية اإلسالمية اإليرانية مع إسرائيل أحد الرموز المهمة للهوية الثورية اإلسالمية للنظام. وهذا الموقف من األقصى وفلسطين ُيُعد خرو ًجًا على التي قدمها اإلمام " والية الفقيه " المدونة الفقهية التقليدية للشــيعة، على غــرار . ((( ، ومن قبله النراقي ونائيني " الحكومة اإلسالمية " الخميني في كتابه وقد برزت فلسطين مبكًرًا في حركة الخميني المناهضة للشاه، وقد حاول إنشاء جسر للتواصل مع فلسطين؛ ألنه كان يدرك أن النضال في فلسطين ليس . ((( من أجل منطقة جغرافية صغيرة، بل هو صراع يهم حاضر اإلسالم ومستقبله يرى الباحث حميد عظيمي أن المناصرين للقضية الفلسطينية في الجمهورية اإلسالمية في معظمهم من الطبقة المتوســطة المتدينة وأن القضية الفلســطينية ؛ فقد كان الفكر السياسي الشيعي مبنًّيًا على فكرة " حاجز الغيبة " أدت إلى كسر االنتظار؛ انتظار القائم (المهدي)، لكن ظهور الصهيونية وما تاله من تحديات، أسهم في تحرير العقل الشيعي من سلطان الغيبة. ويرى حســين شــيخ اإلسالم أن كال االتجاهين، المؤيد والمعارض لدعم فلســطين، موجــود في إيــران. ويعتقد أن هذا التباين مســألة في غاية األهمية، . ((( " القضية ترتبط بالدســتور اإليراني الذي قال لــه اإليرانيون نعم " لكــن هذه وهو الدستور الذي جرى االستفتاء عليه عقب انتصار الثورة، ولذلك فإن رئيس في قصيدة لحميد ســبزفاري، وهو واحد من أشــهر شــعراء الثورة ويعِّبِر عن الموقف الديني ((( على المرء أن يســافر إلى المسجد األقصى، " للقدس والمســجد األقصى في العقلية الثورية: عليه أن يترك حياته ويمضي في طريقه نحو القدس). سرزمین ب یت المقــدس وامام خمینی (أرض بيــت المقدس واإلمام �� ، لـه تاجيك � صرت ال �� ن ((( . 241 ، ص 1382 شتاء 47 الخميني)، مجلة حضور، العدد من المقابلة مع حسين شيخ اإلسالم. (((
116
Made with FlippingBook Online newsletter