جاء اإلعالن عن تأســيس الحرس بعد أن قام عدد من الشــبان اإليرانيين ، ((( ممن تربطهم عالقة قوية بالتنظيمات الفلسطينية وأبرزهم جالل الدين الفارسي ومحمد صالح الحسيني، ومحمد منت ظري، باحتالل إحدى ثكنات الجيش وظن الضابط المســؤول أن لديهم قوات كبيرة، وقالوا له: هذه الثكنة ســتكون مركًزًا . ((( للحرس عاش جالل الدين الفارســي فترة طويلة في بيروت وعمل مع حركة فتح، وكان هو وصادق قطب زاده من اإليرانيين الذين تتردد أسماؤهم في لبنان، أما األكثر فاعلية في نسج العالقة بين المجموعات اإليرانية والفلسطينية فكان محمد سـ ُجن في العراق بسبب نشاطه اإلسالمي واستطاع أن � صالح الحســيني، الذي يفر من السجن إلى لبنان حيث التحق بالثورة الفلسطينية، وكان له أثر في حركة فتح وخارج فتح؛ إذ أَّثَر كثيًرًا في مجموعات إسالمية في جنوب لبنان أصبحت العمــود الفقــري لحزب الله، كما كانت له في البقــاع عالقات قوية مع كوادر . ووفًقًا للنقاش، فقد كان الحســيني، حًّقّا، " أمل اإلسالمية " أسســت، فيما بعد، . ((( مهندس العالقات األولى بين اإلمام الخميني والقيادة الفلسطينية ويبدو أن التوجه نحو المقاومة الفلســطينية سعًيًا للتدريب والحصول على السالح لم يكن مقتصًرًا على نشــطاء الثورة من االتجاهات اإلسالمية، بل كان حاولت الباحثة التواصل مع جالل الدين الفارســي إلجراء مقابلة معه، لكن ظروفه الصحية ((( وكبر سنه؛ حيث إنه تجاوز التسعين من عمره حاال دون إجراء مقابلة معه، لكن عائلته زودت الباحثة بنسخة من كتاب يوثق لهذه المرحلة ومراحل أخرى. أجرى النقاش مع أبو جهاد نوًعًا من تقدير الموقف: ما احتياجاتهم المادية والسياسية؟ كيف ((( يخوضون حوا ًرًا إســتراتيجًّيّا معهم؟ وبعد فترة، وجدا أن األتراك ليســوا على مستوى الجدية؛ فهم مجموعات تروتســكية أو ماوية صغيرة يمكنها القيام بعمل عنفي كبير لكن ليســت لهم امتــدادات جماهيريــة، في حين أن الوضــع في إيران كان مختلًفًا ج ًّدّا، فالقوى اإليرانية كانت لها امتدادات شعبية، ولها مرجعيات مثل التيار اإلسالمي. ان ظر: . 164 - 163 ، ص ~ ، مرجع سابق " أنيس النقاش: أسرار خلف األستار " صقر أبو فخر، . 155 - 158 أبو فخر، مرجع سابق، صص (((
123
Made with FlippingBook Online newsletter