إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

مقدمة س ـ ُِّنِية اإلخوانية � أثارت عالقة حركة المقاومة اإلسالمية، حماس، الحركة ال المشــرب، وجمهورية إيران اإلسالمية الشــيعية االثني عشرية، جدا ًلا كبيًرًا، وما زالت، وأســالت مداًدًا كثيًرًا؛ ألنها اســتطاعت التخلص من وطأة تاريخ متســم بالعداء بين السنة والشيعة، وحاضر يصل ما انقطع، بعد نجاح الثورة اإلسالمية في إيران، ويقلب المواجع. إن العالقــة بيــن الطرفيــن متعددة األبعاد، وتقوم على قواســم مشــتركة فــي الخطاب والفكــر والمصالح واألهداف. لقد تجــاوزت هذه العالقة البعد األيديولوجــي وحدود اإلقليم لتصبح مؤثرة بصورة ملحوظة على الديناميكيات اإلقليمية والدولية وعلى منظومة التحالفات اإلقليمية وبناء النفوذ والصراع. تأسست حماس في أوائل الثمانينات فرًعًا لجماعة اإلخوان المسلمين في فلســطين، وســرعان ما انفصلت عن الجماعة األم وتطورت إلى كيان مســتقل . ويش ِّكِل صراع حماس مع الكيان الصهيوني 1987 في الســاحة الفلســطينية في من أجل تحقيق هدفها األســاس، تحرير فلســطين، دافًعًا لبناء منظومة عالقاتها الخارجية بحًثًا عن الدعم والمساندة، إقليمًّيًا ودولًّيًا. تســعى إيران، التي تعد إحدى أبرز القوى اإلقليمية في الشــرق األوسط، إلى تعزيز نفوذها في المنطقة. وقد كانت القضية الفلسطينية في صلب شعارات ، كما كانت قضية مركزية في 1979 القوى الثورية التي أســقطت نظام الشاه في فكر آية الله روح الله الخميني وأطروحاته وتوجهاته السياسية، وهي كذلك في فكر آية الله علي خامنئي الذي شهد دعم حركة حماس في عهده تطوًرًا ملحو ًظًا. نـ َاع القرار في إيران مصلحة بلدهــم في دعم القضية � يعــِّرِف عدد من ص الفلســطينية ومواجهة إســرائيل، ولذلك فإن دعم حركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، هو جزء من إســتراتيجية إيران للتأثير في المنطقة ومد نفوذها فيها، وهو كذلك قضية محورية في منظومة األمن القومي اإليراني. تعد القضية الفلسطينية حجر الزاوية في سعي الجمهورية اإلسالمية إلى بناء

9

Made with FlippingBook Online newsletter