إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

الفصل السادس: نشأة العالقة وتطورها يتنــاول األمين العام لمؤتمــر دعم االنتفاضة، مجتبى أبطحي، مســتدعًيًا حوادث كثيرة، األسباب التي جعلت إيران تقيم عالقة مع حماس. فقال خالل لقائنا به في طهران: لقد كنت أول شــخص عقد جلســات مع حماس، والتقى . ((( بهم، وذلك في مرحلة من عمر الحركة لم تكن قد اتخذت اسم حماس بعد ا للحرس الثوري ولم تكن تلك العالقة الوحيدة التي نسجها أبطحي ممثاًل لقائه مع عربي ((( والجمهورية اإلسالمية مع المقاومة الفلسطينية، فقد سرد قصة مــن مقابلــة الباحثة مع عضو الحرس الثوري واألمين العــام لمؤتمر دعم االنتفاضة، مجتبى ((( أبطحي. ؛ فقد كان على صلة بجميع األحزاب العلمانية 1986 تعود أحداث القصة كما يرويها أبطحي إلى ((( الفلســطينية وزعمائها (أحمد جبريل وأبو موســى وجورج حبش.. وغيرهم) وكانت العالقة بصفته مسؤول ملف فلسطين في الجمهورية اإلسالمية وكان مقيًمًا في لبنان. يواصل أبطحي سرد القصة: كنت أرغب بلقاء السيد عربي عواد وقد أرسلت له مرات عدة أطلب اللقاء، وفي عاًمًا) وكانت جميع الفصائل الفلسطينية تعرفني، بصفتي عض ًوًا في 24 ذلك الوقت كنت شاًّبًا ( الحرس الثوري في المنطقة. وبينما كنت أتحدث مع أحمد جبريل قلت له: يا ســيد جبريل، لقد طلبت مرات عدة مقابلة السيد عربي عواد ولكنه وبذرائع مختلفة يعتذر عن اللقاء، فأمسك أحمد جبريل الهاتف وكان صديًقًا لعربي عواد ومكاتبهما في المنطقة نفسها بالعاصمة السورية، صحيح أن من يطلب مقابلتكم هو شاب صغير لكنه أبونا جميًعًا، وهو أعلى " دمشق، فقال له: شــخصية إيرانية تقدم الدعم لفلســطين، وهذا شخص ال يطلب بل يقدم المساعدة، فلماذا ال . " تقابلونه؟ كان من عادة الفلسطينيين أن ينت ظروا ضيوفهم " يقول أبطحي عن لقائه بعربي عواد في مكتبه: في الشــارع، ولقد عهدت هذا اللطف من الفلســطينيين، وفي هذه المرة لم ينت ظرني أحد في الشــارع، وجلســت في المكتب ولم يكن الســيد عواد موجوًدًا، وكانت جو من البرود يحيط باللقاء. حضر السيد عواد إلى اللقاء ومد يده وسلم عل َّي ببرود شديد. وبادرني بالسؤال: شو جــاي تعمــل هون؟ فتعجبت؛ ألن اللقاء األول يكون ببرتوكول وإجراءات رســمية. قلت له: جئت ألبلغك أن لدينا مجمًعًا واســًعًا بإمكانيات كبيرة في الجمهورية اإلسالمية وله فرع في لبنان وآخر في سوريا، وكل هذه اإلمكانيات نضعها تحت تصرفكم لتطوير عمل مجموعتكم. : أال تعرف من أنا؟ " بغضب " فرد

151

Made with FlippingBook Online newsletter