وعلى عكس ذلك نجد دراسات مهمة توقفت كثيًرًا عند الخطاب وأهميته في تشكيل عناوين السياسة الخارجية اإليرانية وتوجهاتها وأولوياتها، ومن ذلك ، وفيه يدرس بصورة مستفيضة جذور المشاعر المؤيدة ((( كتاب للسيد علي علوي لفلسطين قبل انتصار الثورة، وهو وإن كان يركز على البعد األيديولوجي إال أنه ال ُيُسقط المصلحة في بحثه في هذه القضية. إن اعتماد نموذج تفسيري أحادي ال يمكن أن يفسر نشأة العالقة وتطورها بين إيران الشيعية االثني عشرية وحركة حماس اإلسالمية ال ُّسُنية ذات المشرب اإلخواني، ولذلك فإن الباحثة تلجأ إلى بناء نموذج تفسيري مركب، يأخذ بعين االعتبار األرضية الفكرية واأليديولوجية لطرفي العالقة وفي مقدمة ذلك الموقف مــن إســرائيل. ويركز كذلك على توصيف العالقة بمنــأى عن الصيغ الجاهزة التي يســتخدمها بعض الدارســين " التابع " أو " الدمية " أو " الوكيــل " ووصمــة لتوصيــف عالقــة حماس مع إيران؛ إذ تعتقد الباحثــة أن هذا التوصيف، وبناء على معطيات كثيرة، ال يصدق بصورة دقيقة على طريقة إيران في بناء التحالفات كما ال يصدق بصورة خاصة على حركة حماس. ُتُســقط الخطاب من " ولذلك فعلى عكس ما ترى بعض الدراســات التي تؤكد الباحثة أهمية األطر " ع َّدَتهــا بوصفه مخادًعًا وال يمكن الحكم من خالله الفكرية والمعيارية وهوية الطرفين في فهم بنية العالقة ومســارها دون أن يعني ذلك إغفال عنوان المصلحة وبناء الدور والنفوذ وتعريف هذه المصالح من باب العنوان العريض وهو دعم القضية الفلسطينية. كما ال يمكن إغفال سياق خطاب طرفي العالقة؛ حماس وإيران لما له من أهمية كبيرة في فهم المعنى. وبدونه ال توجد طريقة لتحديد المعاني المراد من المتحدث أو الكاتب إيصالها؛ كما أنه ينقذ الباحث من ســوء التفســير، استناًدًا . ((( إلى أن المعنى يعيش في السياق والسياق يحدد المعنى ، عن غيره مما ُكُتب " التاريخ اآلني " يمتاز هذا العمل الذي يعد من أعمال
(1) Seyed Ali Alavi, Iran and Palestine Past, Present, Future, Routledge,2020, p 1-6. (2) Xiaohui Xu, Research on the Application of Context Theory in Vocabulary Study, Theory and Practice in Language Studies, Vol. 3, No. 6, pp. 1059-1064, June 2013, p 1061.
16
Made with FlippingBook Online newsletter