إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

خاتمة أثارت عالقة حركة المقاومــة اإلسالمية (حماس) والجمهورية اإلسالمية اإليرانيــة منذ بدايتها جــدا ًلا كبيًرًا، وما زالت. وواجهــت تحديات من المؤكد أنها ســتبقى مالزمة لها، وســتتعاظم كلما اشــتد الصراع مع الكيان الصهيوني. لقد اســتطاع الطرفان التحلل من ثقل ماض ما زال ينيخ بكلكله على الحاضر، حاضر يصر البعض على أن يجعله تحت رحمة الماضي يتحكم فيه ويوجهه. واجهــت حماس، من داخل بيئتها ومن حاضنتها العربية، من يتحفظ على العالقة أو يعترض عليها. ويوجــد فــي بيئة الطرفين، إقليمًّيًا ودولًّيًا، من ســعى إلفســاد ذات البين ويســعى بالليل والنهار في ذلك، إال أن حماس وإيران نجحتا في االســتجابة لــكل التحديات التي واجهت العالقة، وحرصتا على تجاوز أزماتها مع ضرورة استمرارها وتطويرها. تحيــط بعالقــة حماس وإيــران تعميمات وأســئلة ذات حمولة سياســية وأيديولوجية تختلف باختالف مصدر الســؤال. إذ تركز األســئلة وعملية تقويم العالقة بشــكل أساس على دور إيران وتهميش الســياقات واألطراف األخرى المؤثرة في العالقة، مع حالة تشكيك دائمة بقدرة الحركة على حماية استقالل قرارها. في دورات سياســية سابقة على انتصار الثورة ونشأة الجمهورية اإلسالمية حضرت القضية الفلســطينية في السياسة الخارجية اإليرانية بمستويات مختلفة، بــدًءًا من أواخر العصــر القاجاري مروًرًا بالعهد البهلــوي األول والثاني. وقد تأثرت سياســة إيران الخارجية تجاه فلســطين بمنظومة عالقات إيران الخارجية ا عن نفوذها وموقعها والدور المرســوم لها في منظومة المصالح الغربية، فضاًل ك ـ ََم عالقاتها مع جيرانها العرب. وبينما كانت حكومة الشــاه �َ اإلقليمــي وما َح تســتجيب لمتطلبات هذا الحضور معززة العالقة مع إســرائيل، كان قطاع واسع من المجتمع اإليراني يقف على طرف نقيض مع اختيارات النظام، خاصة رجال الدين من أمثال آية الله كاشــاني الذي حذر من خطر المشروع الصهيوني ليس على العرب والعالم اإلسالمي فحسب بل على البشرية برمتها، وآية الله الخميني

326

Made with FlippingBook Online newsletter