إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

الذي جعل من عالقة إيران بإسرائيل عنواًنًا بارًزًا في نقده لنظام الشاه ومعارضته والدعوة إلى اإلطاحة به. ال يمكــن بــأي حال مــن األحوال إغفــال البعد األيديولوجــي والموقع الجيوسياســي للجمهورية اإلسالمية وموقفها من إســرائيل عن عملية التوصيف يم للعالقــة، مــع اإلقرار بــأن العالقة مع حماس تخــدم منظومة األمن �� والتقي والمصالح اإليرانية التي يشــكل دعم القضية الفلســطينية والعداء إلسرائيل أبرز عناوينها. ينســجم األداء اإليراني في الموضوع الفلســطيني مع سعي إيران للتحول إلــى قــوة إقليمية مؤثرة تخاطب المحيط والعالــم اإلسالمي من عنوان القضية األبرز، وهي فلســطين. وتعمل على االستفادة من هذه الفرصة إلى أقصى ح ٍّدٍ. وال يمكــن تجاهل ما تواجهــه الجمهورية اإلسالمية من ضغوط وما قدمته من أثمان نظير موقفها هذا. تشكل القضية الفلسطينية بؤرة من بؤر الخطاب السياسي اإليراني، وواحدة من أولويات سياسة الجمهورية اإلسالمية الخارجية. ولن يحدث تغيير في موقفها هذا إال بحدوث تغيير جذري في بنية النظام اإليراني، بصورة تؤدي إلى تعريف جديــد لهويتــه. فطوال العالقة بين الطرفين لم يحدث تغيير في المواقف الكلية واألساســية لصَّنَاع سياســة الجمهورية اإلسالمية من القضية الفلســطينية، لكن التبايــن كان فــي أولويات كل رئيس وما كان يتجاذبه مــن تيارات، وما يرتب على ذلك من ضغوط عليه. وقد وقف آية الله خامنئي ومؤسسة الحرس الثوري ضد محاوالت إلحداث تغيير في هذه السياســة اســتجابة لمتطلبات العالقة مع الخــارج. وإذا كان أحمدي نجاد هو أكثــر رئيس ُق ُِّدِم في عهده الدعم للحركة بالمال والسالح، فإن حســن روحاني هــو الرئيس اإليراني األقل دعًمًا للقضية الفلســطينية؛ ففي عهده انقطع الدعم المالي الذي كان ُيُق َّدَم لحركة حماس من مؤسسة الرئاسة، كما أن روحاني تفادى مقابلة قادة الحركة طوال سنوات حكمه الثماني. تثير عالقة إيران بحماس حفي ظة دول عربية ترى في الحركة من ِّف ًِذًا للسياسات اإليرانية في المنطقة، لكن الواقع أن إيران تتحرك في الفراغ العربي. وترى حماس

327

Made with FlippingBook Online newsletter