إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

األوســط. ومع ذلك، راقبت طهران باهتمام شديد الشكوك الناشئة في الموقف المصري تجاه االتحاد السوفيتي وتزامن ذلك مع استعداد نظام عبد الناصر قبول . وبدأت مالمح ذلك تظهر، ثم ما لبث الرئيس المصري ((( مبادرة السالم األميركية ، وقرر استئناف العالقات الدبلوماسية مع إيران 1970 أن قبل بمبادرة روجرز عام وتحسنت الحًقًا في عهد الرئيس المصري، محمد أنور السادات، وهي المرحلة التي شــهدت تغييرات في السياســة الخارجية لــكال البلدين، صحيح أن بذور ، 1973 التقارب اإليراني-المصري التي نمت منذ حرب أكتوبر/تشــرين األول كانــت قد ُزُرعت قبل الحرب بســنوات قليلة، لكن ذلــك كان مرتبًطًا بتدهور العالقات بين القاهرة وموســكو، الذي ما إن بدت مالمحه حتى بدأت العالقة . ((( بين طهران والقاهرة في التحسن بــرز تعاطــف إيران مع العــرب، بصورة واضحــة، خالل حرب أكتوبر/ ، فقد أرســلت 1967 ، وذلك عكس موقفها خالل حرب 1973 تشــرين األول طهران طيارين وطائرات إلى المملكة العربية الســعودية للمساعدة في المشاكل اللوجســتية، وســمحت بتحليق الطائرات المدنية السوفيتية التي تحمل معدات ، ومنعت نقل المتطوعين اليهود من أســتراليا إلى ((( عســكرية إلى الدول العربية على ضفتي قناة السويس. بدأت عندما حاولت المدرعات اإلسرائيلية احتالل مدينة بور فؤاد، ، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما ُعُرف بمعركة رأس 1967 تموز / في يوليو العش. تصاعدت العمليات العســكرية بعد مســاندة العرب لدول المواجهة أثناء مؤتمر القمة الداعي النســحاب إســرائيل 242 العربية في الخرطوم، ورفض إســرائيل لقرار مجلس األمن حزيران. ولنحو ثالث سنوات، استهدفت / من األراضي العربية التي احتلتها عقب هزيمة يونيو ا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، غارات سالح الجو اإلسرائيلي المدنيين المصريين أماًل مســتخدمين في ذلك مقــاتالت الفانتوم األميركية الحديثة فيما اســتعان المصريون بالخبراء آب / أغسطس 7 الســوفيت وصواريخ الدفاع الجوي الســوفيتية لتأمين العمق المصري.. وفي ، انتهت المواجهات بقرار الرئيس عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف 1970 إطالق النار. (1) Ibid., p323-324. (2) Ibid.,p 324-325. (3) Bahgat, G, Egypt and Iran: The 30-year Estrangement. Middle East Policy, (2009), 16(4): 47-54.

65

Made with FlippingBook Online newsletter