. جاء الخطاب الــذي حكم الجمهورية اإلسالمية ((( واضحــة لعدد من قراراتها في عقدها األول مليًئًا بالمفردات الثورية والخطب الحماســية لإلمام الخميني، وبلغ ذروته بفعل الحرب، واســتند على عدد من المفاهيم، أهمها: االســتقالل، والعدالة، والمحرومية، والمســتضعفون، والشهادة، والحج اإلبراهيمي، وتصدير الثــورة، واإلسالم المحمــدي األصيل. وصنع هذا الخطــاب هويته من خالل الضديــة مع إســرائيل وعدم القبول بهــا، وبناء الغيرية والتمايــز مع الواليات . ((( المتحدة األميركية ورغــم موقــف الجمهورية اإلسالميــة الداعم للقضية الفلســطينية إال أن عقــد الثمانينات ال يخلو من محطات إشــكالية فيمــا يتعلق بعالقتها مع الكيان الصهيوني وعالقته بها. لقد اســتطاعت القوى المناصرة للمقاومة الفلسطينية أن تلغي االعتراف بإســرائيل وجاءت هذه القرارات مدعومة بزخم ثوري كبير لم يكن يســمح بالدفاع عن العالقة مع إسرائيل، خاصة مع اإلعدامات التي نفذتها محاكم الثورة بحق شخصيات لعبت أدواًرًا مهمة في تقوية العالقة مع إسرائيل زمن الشاه. فــي المقابــل، لم تكن إســرائيل ترغب في قطع العالقــات مع إيران في الســنوات األولى بعد الثورة اإلسالمية، وقد أتاحــت الحرب العراقية-اإليرانية سـ ًا مناســًبًا لتلك الرغبة؛ فقد أطلقت الحرب موجة من الكراهية في العالم � أسا العربــي ضــد إيران، ورأى بعض صَّنَاع القرار في إســرائيل أن من المســتحيل الصلح مع الدول العربية، ولذلك، على إســرائيل أن تواصل عالقاتها مع إيران التي تخوض حرًبًا ضد العرب. لكن مع ما أفرزته مشــاريع السالم واســتمرار السياســة الخارجية اإليرانية المناهضة لالحتالل اإلسرائيلي بدأت إسرائيل تتخذ نه ًجًا معادًيًا إليران أخذ بعًدًا تصاعد ًّيًا ارتبط بصورة أساســية بتعاظم نفوذ إيران . ((( اإلقليمي فاطمة الصمادي، التيارات السياســية في إيران: صراع رجال الدين والساســة، المركز العربي ((( . 32 ، ص 2 )، ط 2019 لألبحاث ودراسة السياسات، (بيروت، )، (تهران، " اإلسالم السياسي في إيران " محمد علي حســيني زاده، اسالم سياســى در ايران ( ((( .- 371 370 ، ص 1 ) ط 1386 انتشارات دانشگاه مفید، . 101 شهبازي، مرجع سابق، ص (((
76
Made with FlippingBook Online newsletter