إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

ووفق الدراســة، فقــد اتبع بعض القادة اإليرانيين في فتــرة ما بعد الثورة سياسات أكثر براغماتية تجاه إسرائيل، وهذا ما كانت عليه الحال، بشكل خاص، - 1997 ) ومحمد خاتمي ( 1997 - 1989 في فترة رئاســة هاشــمي رفســنجاني ( ). لقــد كان االثنــان يهدفان إلى إصالح النظــام االقتصادي واالجتماعي 2005 والسياســي في إيــران من خالل تضييق الفجوة بين إيــران والمجتمع الدولي؛ مما أدى إلى تلميحات بتخفيف التوتر مع إســرائيل. لكن هذه الجهود جوبهت بمقاومة شــخصيات أصولية داخل إيــران، خاصة في صفوف الحرس الثوري، واجهت دعوات التفاوض مع إســرائيل بشراســة. وفي المقابل، تجاهل القادة . والواقع أنه من ((( اإلســرائيليون تلك اإليمــاءات من اإلصالحيين اإليرانييــن الصعب على أي رئيس إيراني مهما بلغ نفوذه أن يغير السياسة الخارجية اإليرانية تجاه فلسطين والعالقة مع إسرائيل إال إذا حدث تغيير جذري في شكل النظام، وذلك بفعل مجموعة من العوامل أهمها األسس الفكرية والدستورية التي قامت عليها الدولة بعد انتصار الثورة وقيام الجمهورية اإلسالمية التي أعلنت منذ البداية أن سياستها تقوم على أساس عدم شرعية إسرائيل وأنها كيان غاصب يجب أن ا عن هذا، فإن صاحب القرار في هذه الملفات األمنية التي يشرف يزول. فضاًل عليها الحرس الثوري ويديرها بصورة مباشرة، هو مؤسسة القيادة العليا إذ يتراجع دور الرئاسة في حال الحاجة إلى كلمة فصل بشأنها. وحتى أواخر التســعينات، لم تكن المؤسســة األمنية اإلســرائيلية ترى في إيران التحدي األمني المهيمن، ولكن اليوم تشــير أصابع اإلسرائيليين إلى إيران فــي كل تهديــد إقليمي. وتنبع تصورات إســرائيل للتهديد اإليراني، جزئًّيًا، من تطــور القــدرات الصاروخية اإليرانية والتقدم النــووي، كما أن النفوذ اإلقليمي اإليراني آخذ في االزدياد، وجاء الدعم اإليراني للمقاومة الفلســطينية ليعزز من إمكانياتها العســكرية ويرفع قدرتها علــى المواجهة؛ األمر الذي يهدد المصالح اإلســرائيلية األساسية، وبات القلق يساور القادة اإلسرائيليين من حصول إيران على السالح النووي، ألن ذلك ســيزيد من نفوذها، مما يحد بشــدة من القدرة ؛ يقول ((( على المناورة العســكرية والسياســية اإلسرائيلية واألميركية في المنطقة (1) Ibid.

(2) Ibid.

81

Made with FlippingBook Online newsletter