إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى

رفسنجاني ومعارضته، ومن رحم تلك المعارضة ظهر خطاب التنمية المتمحور حول السياسة، والذي مَّهَد لمجيء خاتمي واإلصالحيين. 4 - ): ســاد هذا الخطاب 2005 - 1998 السياســة ( حول التنمية المتمحورة خالل فترة رئاســة محمد خاتمي، وكانت السياســة الخارجية لتلك الفترة اســتمرارًا لسياســة التنمية خالل فترة هاشمي رفسنجاني، ولكن مع فروق فــي المكونات السياســية والثقافية، مع جعل األولوية للتنمية السياســية. فــي هذه الفترة حدث تغير ملحوظ في مفردات الخطاب والســلوك نحو الخارج، وجرى الحديث عن سياســة التحول االقتصادي، وحلت التنمية ية محل التنمية االقتصادية. وفي العالقات الخارجية جرى القبول �� السياس بالتعددية داخل النظام الدولي ورفض األحادية القطبية والدعوة إلى حوار . ((( الحضارات؛ وهو ما أصبح محورًا أصليًّا في سياسة إيران الخارجية احتلت سياسة الحد من التوتر مكانة متقدمة في السياسة الخارجية اإليرانية، إضافــة إلــى الدعوة إلى نبذ العنــف واعتماد الطرق الســلمية لفض النزاعات مــن خالل المحادثــات الثنائية والمتعددة، مع تأكيــد أن الخالف األيديولوجي والتوجهات السياسية ال ينبغي أن تؤثر في العالقات بين الدول. بأن إيران في سياســتها الخارجية بصدد حل ســوء " رفض التوتر " س ـ ِر �ُ وُف التفاهــم المتراكم والســعي إلــى إنهاء التوتر على الصعيــد الدولي، واالهتمام بمجريات الواقع الدولي لضمان أمنها. ويــرى روح الله رمضاني أن السياســة الخارجيــة اإليرانية في تلك الفترة اســتندت إلــى ثالثة أركان مهمــة، هي: إبطال االحتواء، والــردع، ونزع التوتر (االنفراج). وانتهج خاتمي سياســة نزع التوتر إلنهاء التعارض بين إيران ودول الذي " حوار الحضارات " المنطقة الجارة بأســلوب مبتكر تمثل في دعوته إلى ، وجاء في إطار القبول بالنظام الدولي والسعي لتكون ((( اقترحه في األمم المتحدة إيران مساهًمًا في هذا النظام. وجرى الرهان على أن يسهم حوار الحضارات في بناء أنموذج جديد للعالقة مع الخارج. . 276 - رضائي، مرجع سابق، ص ((( (2) r. k. Ramazani, Independence without Freedom iran’s foreign policy, university of virginia press, First published 2013, p. 173.

95

Made with FlippingBook Online newsletter