رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وتُولّد هذه الفوضى تحدّيات مختلفة، تهدد ا من القومي أل الفلسطيني، من أبرزها:

تف ﱡكك األمن القومي العربي، وتحوله نحو األمن القُطري:

2 . 2 .

يرتبط اﻷمن القومي الفلسطيني ارتباطًا وثيقًا باﻷمن القومي العربي، فهو جزء منه، يتأثر به، ويؤثّر فيه، السيما وأن القضية الفلسطينية، لم تزل من القضايا القليلة التي تحظى بشبه إجماع عربيّ. غير أن اﻷمن القومي العربي يعاني من انكشاف استارتيجيّ، ناشئ عن حالة التمزّق والفُرقة، التي طالت حتى القناعات اﻷساسية. ونَجَم عنها تحوّل الدول العربية عن مفه وم اﻷمن القومي العربي ككل، نحو "اﻷمن القُطريّ" )*( لكل دولة على حدة، وما نتج عنه من تباين في تحديد المصالح واﻷولويات القومية، ومن ثم االختالف في تعريف العدو والصديق، فأصبح لكل من االثنتين وعشرين دولة، سياسات أمنية قوميّة مختلفة، بما في ذلك حول موقفها من القوى اإلقليمية المؤثّرة في المنطقة، المتمثّلة في "إسارئيل"، وإيارن، وتركيا. ( 11 ) ولذلك لم تَعُد "إسارئيل" بالضرورة تهديدًا وجوديًّا في نظر بعض الدول العربية، بل تغّير مصدر التهديد الرئيس لالستقارر اإلقليمي، وأصبح يتمثّل في إيارن والحركات اإلسالمية، وصار التحالف مع "إسارئيل" مبرًاّر لمواجهتهما، وتحوّلت القضية الفلسطينية إلى عبء ثقيل على قادة اﻷنظمة العربية، ومثار شك ومخاوف لها، ومصدًار للقالقل وتوليد "اإلرهاب" اإلقليمي والعالمي، على حد وصف بعضهم. ( 12 ) وال شك أن هذا الواقع يُضعف العرب بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص، ويَحُول دون االستفادة الفاعلة من اإلمكانات العربية العسكرية واالقتصادية الكبيرة، التي تُنفق عليها الملياارت سنويًّا، بل تحوّل بعضها للمنافسة البينيّة بين الدول العربية، كما في حالة المغرب والجازئر، ودول مجلس التعاون الخليجي في حصارها لقطر.

)*( يعرّف د. حامد ربيع "اﻷمن القُطري" بأنه: نظرة ضيّقة، تجعل اإلاردة الحاكمة تنظر إلى أمنها الذاتي على أنه المحور اﻷساس في بنائها ؛ ا إلقليمية لسياساتها ا ﻷمر الذي ينسف مبدأ "اﻷمن القومي العربي"، وقد نجحت "إسارئيل" في تعزيزه من خالل دبلوماسيتها الواعية؛ القائمة على التعامل بعالقات ثنائية، مع كل دولة عربية على حدة، وهي سياسة ورثتها عن بريطانيا العظمي وفرنسا سابقا. لالستازدة، انظر: ربيع، نظرية اﻷمن القومي العربي ، ص 324 - 325 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

88

Made with FlippingBook Online newsletter