رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وهكذا يتبيّن أن التطبيع ليس عمليّة تبادل ع القات دبلوماسية بين بلدين فقط، بقدر ما هي عمليّة متكاملة، تهدف إلى تغيير البيئة االست ارتيجية إلقليمية، في كل ا أبعادها السياسية واﻷمنية واالقتصادية والثقافية، لتنتج بيئة مريحة "إلس ارئيل"، خادمة إلقليمية ؛ اﻷمر لغاياتها في الهيمنة ا الذي يشكّل تهديدًا وجوديًّا ل من القومي أل الفلسطيني. 2 . 4 . ألمني العربي التعاون ا مع "إسارئيل" ضد المقاومة الفلسطينية: في الوقت الذي ترتبط فيه ست دول عربية باتفاقيات "سالم" مُعلنة مع "إسارئيل"، تتضمن بنودًا حول التعاون اﻷمني المتبادل لمحاربة اﻷعمال إل المقاوِمة " س ارئيل" ( 19 ) أخر ال عربية ، فإن دو تقيم معها عالقات تعاون أمني غير مُعلنة، ضمن ما يُعرف بـ "النظام اﻷمني الضمْنيّ" ( Tacit Security Regime ) أو ( TSR .) وهو آليّة للتعاون اﻷمني بين الدول التي تكون في عالقات تنافسية فيما بينها، لكنها تتعاون لمواجهة تهديدات مشتركة محددة، بما ال يصل إلى حد التعاون الشامل، وهو تعاون غير رسميّ، وغير مؤسسيّ، وغير مُعلن؛ بحيث ياُرعي الأري العام الداخلي، الذي يعيق تطوير عالقات علنية بين أطارفه. ( )*( 20 ) ويشير البعض إلى وجود غُرفة للتعاون االستخباري اإلقليمي في اﻷردن، تشارك فيها ( 21 ) دولة، منها: (اﻷردن، والواليات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والسعودية، واإلما ر ات، ومصر)، يتم فيها تبادل المعلومات االستخباريّة، وترتيب التعاون العسكري. ( 21 ) وكان الهدف من إنشائها ؛ إلسالمية" (داعش) في اﻷساس مكافحة "تنظيم الدولة ا حين كان في أوج قوّته، وما ازلت تواصل عملها، وأصبح الهدف هو إي ارن وحلفاؤها من حركات المقاومة. ( 22 ) ويرى البعض أن غالبية الدول العربية المنخرطة في هذا التعاون اﻷمني، أصبحت تنظر للقضية الفلسطينية من خالل منظورين شائكينِ: أ- لم تعد القضية الفلسطينية على أرس أولوياتها ، وال تريد لها أن تبقى عقبة أمام االنفتاح ال ال على "إسارئيل"، والتعاون المشترك معها ضد إيارن، سيما وهي على أبواب امت ك القنبلة النووية، وفقًا لتوجهات دول التطبيع، السيما الخليجية منها. ( 23 ) )*( يتأثّر النظام اﻷمني الضمني ( TSR ) بطبيعته غير الرسمي ة؛ فكلّما وُجد قادة أكثر تفرّدًا بالحكم؛ كلما ازدت فُرص ظهور ( TSR )، على عكس اﻷنظمة اﻷمنية الكالسيكية، التي تُقام رسميًّا من بيروقارطيات الدولة ؛ ولذلك فهو نظام أمني مُهدّد بالزوال في حال تغيّر القادة الذي نظّموه، كما ال يُتوقّع أن يتطور بالضرورة إلى تعاون أمني دائ م قائم على معايير مستقرّة، ومن أمثلته: نظام ( TSR ) بين "إس ارئيل" وإيارن، الذي ظهر في الخمسينات من القرن العشرين ، وانتهى بحالة من العِداء في أعقاب الثورة اإلسالمية سنة ( 1979 )؛ ونظام ( TSR ) بين اﻷردن و"إسارئيل" الذي ظهر في الستينات، ونجح في تطوير العالقات بينهما، ثم تطبيعها سنة ( 1994 ). لالستازدة: Siniver & Lucas, “Understanding Tacit Security Regimes” , 510-525.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

90

Made with FlippingBook Online newsletter