ومن جانب آخر، يساهم في خنق المقاومة الفلسطينية: حيث يقوم التعاون اإلقليمي على قطع خطوط إمدادها بالسالح والعتاد الالزم لها (ال سيما عن قطاع غزة) ( 27 ) ، وتجفيف ومحاصرة مصادر دعمها المالي ( 28 ) ، وسجن بعض كوادرها في دول عربية، والتنسيق المعلوماتي إلحباط عملياتها (السيما تلك المرتبطة بالضفة الغربية) ( 29 ) ، وشيطنت ها إعالميًّا، والتضييق على حلفائها السياسيين. ( 30 ) 2 . 5 . التدخالت اإلقليمية في الشأن الفلسطيني: تتسابق اﻷطارف اإلقليمية في الشرق اﻷوسط على استغ الل القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها؛ مما تركها عُرضة للتدخالت اإلقليمية في أغلب اﻷوقات. فمصر، تتعامل معها باعتبارها "ملفًا أمنيًّا" مُ همًّ ا ضمن مجالها الحيوي، وتحاول احتكاره، بعيدًا عن تدخّالت الفاعلين اإلقليميين اآلخرين، ال سيما قطر [وتركيا وإي ارن]. ( 31 ) وتحرص اﻷردن، أال تمر أية تسوية سياسية للقضية إال بمشاركتها؛ خوفًا من فرض حلول تمس أمنها القومي، كتوطين الالجئين الفلسطينيين فيها، أو ما يُعرف بحل "الوطن البديل". ( 32 ) وتشجّع السعودية واإلماارت التسوية السياسية مع "إسارئيل"؛ إلازحة العقبات أمام تدشين تح الف معها ضد ما تعتقده خطًار إيارنيًّا. كما تتعامل مع حركات المقاومة الفلسطينية باعتبارها "حركات إرهابية"، امتدادًا لعدائها لحركات اإلسالم السياسي. ( 33 ) وترى قطر في القضية الفلسطينية بوابة لممارسة دبلوماسيتها النشطة، التي تعزز مكانة قطر عالميًّا. ( 34 ) وترى إي ارن في المقاومة الفلسطينية حليفًا مهمًّا، يخدم أمنها القومي في مواجهة "إسارئيل". أمّا تركيا فتحتفظ بعالقات متوازنة مع القادة الفلسطينيين، وتمدّهم بالدعم السياسي واإلغاثي، في محاولة للعب دور مؤثّر في القضية. ( 35 ) إن هذه الحالة من التدخّل اإلقليمي الكثيف، تنعكس بالسلب على اﻷمن القومي الفلسطيني، وذلك من عدة وجوه : 2 . 5 . 1 . محاولة فرض تسويات سياسية جائرة: خضع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السابق (ياسر عرفات) للكثير من الضغوط والتدخالت العربية، طوال مسيرة التسوية السياسية؛ إلجباره على التوقيع على اتفاقيات جائرة في بعض المحطّات ( 36 ) . ولم يسلم منها خليفته (محمود عباس)، ففي سنة ( 2018 - ) على سبيل المثال - تعرّض لضغوط مصرية وسعودية شديدة، للقبول بما عُرف بـ "صفقة القرن" اﻷمريكية ( 37 ) . ويُالحظ أن لفظ "ضغوط " أصبحت الزمة، ال تكاد تخ لو منها خطاباته المتكررة. ( 38 ) 2 . 5 . 2 . تقوية أط ارف فلسطينية ضد أخر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
92
Made with FlippingBook Online newsletter