رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

بيــن يــدي الكتــاب

اﻷُخَر الت شاءت اﻷقدار اإللهيّة أن أضع اللّمسات والتعدي لهذا الكتاب، وأن أكتب مقدّمتَه، ثم أدفع به ل لنشر؛ وأنا أعيش في ظروف غاية في الصعوبة، في غمار معركة "طوفان اﻷقصى"، حيث هدير الطائارت الصّهيونية، ودوي القصف المدفعي الغاشم، وأزيز الشظايا المتطايرة من حولي، وارئحة أشالء الشهداء المُنبعثة مِن بين رُكام البيوت المُدّمرة، وقد انقطعَت خدمات الكهرباء واالتصاالت واالنترنت عن الشعب المُحاصَر، وقد نَهَش التجويع أمعاءنا. وقد تردّدت بعض الشيء في نشره في هذا التوقيت، إِذ إنّها لمغامرة أن تكتب أو تنشر في خِضَم معركةٍ، لم تَظهر خاتمتُها بعدُ، ولم تُعرف تأثي ارتُها النهائيّة على فلسطين وأمنِها القوميّ، لكن ما شجّعني أمارن: األولُ : متعلّق بالكتاب ؛ فهو يدرس موضوعًا است ارتيجيًّا، مِن الصعب أن يتغيّر تغي ًاّر جوهريّا بين عشيّة وضُحاها؛ ولذلك مهما تكُن نتائج هذه المعركة كبيرة ومُؤثرة في البيئة االستارتيجيّة الفلسطينيّة؛ إال أنّني أتوقع أال يُقلّل ه ذا من القيمة العلميّة للكتاب، وأنه لن يبتعد عن الواقع الفلسطيني كثيًار. واألمر اآلخر: شخصيّ؛ فالعُمر غير مَضْمون، والموت في ظروف الحرب أقرب لإلنسان من حبل الوريد، فلسْت أدري هل سأحيَى ﻷِرَى هذا الكتاب خارجًا إلى النّور، مطبوعًا منشوًار لمن يه مه اﻷ مر مِن الق ّاُرء، أو قد يُمزّقني صاروخ صهيوني غادر قبلها، ويدفنني تحت الرّكام، كعشارت آالف الشهداء اﻷبارر من أبناء شعبنا الفلسطيني المظلوم؛ ويبقى اﻷمل في وجه هللا وحده، أن يكتب لي الخير حيث كان. وما كان يتسنّى لي أن أُنجز هذا العمل؛ دون مساعدة وإسناد من العديد من اﻷعّازء، طوال فترة البحث والكتابة التي استغرقت نحو سنتين؛ لذا؛ وامتثاال لقول هللا تعالى ﴿ وَمَن يشۡكُر فَإِنَّمَا يشۡكُر ۖلِنَفۡسِهۦ ﴾ ، وعمال بحديث النبي الكريم ﷺ " ال يَشكُر هللا م ن ال يَشكُر النَّاس "، واعتارفًا لذوي الفضل بفضلهم، ال يسعني إال أن أتقدم بوافر الشكر، وعميق التقدير، إلى كل من ساعدني في إتمام هذا العمل المتواضع.

أ

Made with FlippingBook Online newsletter