ويركّز االتحاد اﻷوروبي مساعداته في مجال بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، ودعم البُنى التحتية، على أمل أن يفضي ذلك إلى بناء دولة فلسطينيّة، ويفضي في المستقبل إلى تحقيق "حل الدولتين". ( 86 ) ويظهر أثر هذ ا "المال السياسي" في محطات عديدة من الحياة السياسية الفلسطينية، فعلى سبيل المثال – ال الحصر - : قلّصت الواليات المتحدة اﻷمريكية مساعداتها للسلطة الفلسطينية في نهاية عهد الرئيس الارحل (عرفات)؛ للضغط من أجل إيقاف انتفاضة اﻷقصى. كما منعت – وبجانبها االتحاد اﻷوروبي – مساعداتهما عن الحكومة الفلسطينية العاشرة، التي شكّلتها حركة حماس عقب فوزها في انتخابات ( 2006 )، وهدّدت بقطعها عن السلطة الفلسطينية إن تعاملت مع حركة حماس، واستحدث اﻷوروبيون آليّة دوليّة، من شأنها توجيه اﻷموال مباشرة إلى اﻷشخاص والمشاريع التي تهمّهم في الساحة الفلسطينية، متجاوزين الحكومة التي تقودها حماس. ( 87 ) ورضخت السلطة الفلسطينية للعديد من التدخّالت في الشؤون الفلسطينية، منها – على سبيل المثال- : تدخّالت سياسية؛ كالضغط إلجارء االنتخابات العامّة سنة ( 2006 ). وتغييارت إدارية ووازرية؛ منها استحدا ث منصب "رئيس وزارء"، لتقليص صالحيات الرئيس الفلسطيني عرفات، ودمج بعض الوازارت. وتدخّالت أمنية؛ كالتدخل في هيكلية اﻷجهزة اﻷمنية، وعقيدتها اﻷمنية. وقد جاءت معظم هذه التدخالت ضمن ما عُرف بخطة "خارطة الطريق" اﻷمريكية التي صادقت عليها اللجنة الرباعية الدولية )*( . ( 88 ) وعلى صعيد التدخل المباشر في عمل اﻷجهزة اﻷمنية، يشير تقرير مجموعة اﻷزمات ال الدولية، إلى أن ك من جهازي المخابارت العامة، واﻷمن الوقائي، يتلقيان دعمًا وأمواال من المانحين الدوليين مباشرة، بعيدًا عن رقابة وازرة الداخلية الفلسطينية؛ اﻷمر الذي يزيد من مساحة التدخل اﻷجنبي في عمل هذه اﻷجهزة اﻷمنية، وحتى بدون إشارف المستوى السياسي، إلى درجة أن المنسّق اﻷمريكي "دايتون" كان ينزل إلى مستوى الضباط المحليين، ويزورهم دون استشارة مسؤوليهم، ويعطيهم تكليفات أمنية مباشرة، وكانوا ينفذوها في الغالب. ( 89 )
)*( الرباعية الدولية: لجنة مكوّنة من الواليات المتحدة، واالتحاد ا ﻷوروبي، واﻷمم المتحدة، وروسيا. أُنشئت سنة ( 2002 )، وتكفّلت بمهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية و"إسارئيل". الجعل، دور اللجنة الرباعية الدولية تجاه التسوية السلمية ، ص 84 - 86 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
101
Made with FlippingBook Online newsletter