رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وبمارجعة مواقف القانون الدولي من القضية الفلسطينية، نجد أنّه ال ينصف الفلسطينيين، ويتنكّر لحقّهم التاريخي في أرض "فلسطين االنتداب ية"، كما وقف – دائمًا - عاجًاز عن حمايتهم؛ فمن بين قاربة ( 550 ) قارار أصدرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة وُصف بأنه لصالح فلسطين، لم ي نفذ منها قارر واحد، بما في ذلك قارر حق العودة لالجئين الفلسطينيين رقم ( 194 )، ا لذي تكرر إصداره بأشكال مختلفة على مدى أكثر من سبعين عاما نحو ( 120 ) مرة. كما عطّلت الواليات المتحدة أغلبية - إن لم يكن جميع - القارارت الدولية الصادرة عن مجلس اﻷمن التي تُدين "إس ارئيل" ، أو تُلزمه بأي إجارءات على اﻷرض لصالح الشعب الفلسطيني؛ و استخدمت الفيتو نحو ( 43 ) مرة فيما يتعلق بفلسطين، من أصل ( 85 ) مرة استخدمته فيها طوال تاريخ اﻷمم المتحدة. ( 97 ) إن هذا اإليجاز المقتضب، يؤكّد ما ذهب إليه الكثيرون، من أن القانون لم يستطع أن ينصف الفلسطينيين في مظلوميّتهم، أو يوفر الحماية لهم؛ بل ساعد "إس ارئيل" في شرعنة احتاللها. ولذلك ي حذّر ساسة وباحثون كُثُر من استمارر التعلّق بوهم "الشرعية الدولية" في السعي للتحرر من االحتالل، ويدْعُون الفلسطينيين إلى عدم انتظار الكثير من القانون الدولي أو محكمة الجنايات الدولية - - ّالن إزعاجًا "إلسارئيل" وإن كانا قد يشك بقدر اعتمادهم على أنفسهم في كفاحهم التحرري ضد االحتالل "اإلسارئيلي"، مع ضرورة استخدام القانون الدولي في سياق إسناد تحرّكهم السياسي والميداني، وليس بديال عنه. ( 98 ) 3 . 4 . 3 . المجتمع الدولي الحالي يجرّم حركات المقاومة المسلّحة: رغم أن قواعد القانون الدولي كفلت حق الشعوب في المقاومة – بما فيها المقاومة المسلّحة – من أجل التحرر من االحتالل وتقرير المصير، إال أن الدول الغربية - المهيمنة على المجتمع الدولي )*( – تصنّف حركات المقاومة الفلسطينية ضمن قوائم "المنظمات اإلرهابية"، منطلقة من دوافع سياسية ال قانونية، السيما في غياب مفهوم محدد لإلرهاب الدولي. ( 99 ) فالبيئة الدولية الحالية، تخلط - بشكل مطّرد - بين اإلرهاب والمقاومة، ونتج عن هذا الخلط تشويه صورة حركات المقاومة لدى الأري العام العالمي، وتهيئته لتقبّل االنتقام من هذه الحركات، وانتازع الحماية القانونية التي يتمتّع بها أفارد حركات المقاومة المسلحة بموجب القانون الدولي اإلنساني؛ وفي المقابل، إلباس العمليات العسكرية التي يقوم بها االحتالل "اإلسارئيلي" لباس " الدفاع ال شرعي" عمّا تسميه "أرض إسارئيل" ومواطنيها. ( 100 ) )*( المجتمع الدولي: اصطالح استُخدم تقليديًّا للتعبير عن مجموع الدول التي تدخل فيما بينها في عالقات متبادلة، قو امها المصالح المشتركة، ويستخدم هذا االصطالح في مفهوم واسع للتعبير عن شبكة العالقات الدولية التي تقوم بين الدول، والمنظمات الدولية، واﻷفارد، الذين ينتمون إلى دول مختلفة. مجمع اللغة، ص 658 - 659 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

104

Made with FlippingBook Online newsletter