رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

لقد تسبب هذا الواقع بإذكاء الكثير من الجدل داخل الصف الفلسطيني، حول جدوى الوسائل المستخدمة في المقاومة، السيما "العمليات االستشهادية" [والصواريخ المحليّة]، والتشكيك بجدوى استمارر المقاومة المسلّحة الفلسطينية. ( 101 ) 3 . 5 . تحديات ناجمة عن العولمة: تتنوّع تعريفات مفهوم "العولمة"، تبعًا لتنوع الباحثين، وازوية دارستهم للظاهرة، لكنها تتمحور حول فكرة ازدياد العالقات المتبادلة بين اﻷمم، وحرية انتقال المعلومات، وتدفّق رؤوس اﻷموال والسلع والتكنلوجيا واﻷفكار والمنتجات اإلعالمية والثقافية، وساهم فيها عوامل عدّة، من أهمّها: انتشار التكنلوجيا الحديثة، وشبكات االنترنت. وتهدف العولمة إلى صياغة ثقافة عالمية موحّدة، تهيمن عليها القيم اﻷمريكية؛ لذلك يسميها البعض بعملية اﻷمركة، والرسملة. ( 102 ) وهي ال تخلو من آثار إيجابية، لكن آثارها السلبية تشكّل تحدّيات متجددة لألمن القومي للدول بشكل عامّ، من أخطرها، انتقاص سيادة الدول، وهيمنة اقتصادات الدول الكبرى والمنظمات الدولية على اقتصادات الدول الضعيفة، والغزو الفكري بما يهدد الثقافة المحلية للمجتمع (ال سيما مع فقدان السيطرة على تدفّق المعلومات للمواطنين بفعل التطوّر في وسائل اإلعالم الحديثة). كما ازدهرت الجارئم العابرة للحدود؛ كالجريمة المنظمة، والمخدارت، والتهديدات السيبارنية. ( 103 ) وكان اﻷمن القومي الفلسطيني أشد تأثًاّر، وظهرت في وجهه تحديّات جديدة، منها: أ- تحديات عسكريّة: فقد استغلت "إسارئيل" التطور التكنلوجي الهائل في مضاعفة اختالل ميازن القوة لصالحها، السيما في مجاالت القوة الجوية ووسائل اإليصال عن بُعد (المدفعية والطائارت المسيّرة والصواريخ)، ومنظومات اعتارض فعالة ضد ال قذائف الصاروخية ، وتازيدت قدرتها على إدارة العمليات النفسية )*( ضد الفلسطينيين، وأصبحت مهمة المقاومة الفلسطينية أكثر تعقيدًا؛ بسبب الهيمنة "اإلسارئيلية" على شبكات االتصاالت، والمارقبة الجوية المستمرة. ( 104 ) ب- أل تحديات امن السياسي: إن أبرز تجلّيات العولمة السياسية تظهر في الهيمنة اﻷمريكية، التي يتبعها بالضرورة تقليص مساحة التحرك السياسي أمام الفلسطينيين، وزيادة التدخّالت الغربية في تفاصيل الشأن الفلسطيني (كما وضح الكتاب سابقًا). ( 105 ) )*( العمليات النفسية: هي عمليات مخطط لها لتمرير معلومات منتقاة ومؤثارت لمستمعين أجانب، للتأثير على عواطفهم، ومعتقداتهم، ودوافعهم، وتبريارتهم الموضوعية، وسلوكياتهم، وعلى سلوك الحكومات اﻷجنبية، والمنظمات والجماعات، واﻷفارد؛ بهدف إضعاف الروح المعنوية، وخفض الفاعلية لقوى العدوّ. البداينة، اﻷمن الوطني في عصر العولمة ، ص 152 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

105

Made with FlippingBook Online newsletter