إن هذه اﻷزمات قد تبدو هامشيّة، لشعب يواجه مشاكل أكبر (كوجود االحتالل ، وخطر اإلبادة )، لكن تأثيارتها مهمّة، وال يُمكن االستهانة بها ، فهي تؤزّم حياة الفلسطيني، وتمس أمنه المائي، والغذائي، والبيئي، واإلنساني. أمّا تأثي ارتها اﻷمنية غير المباشرة، فيمكن فهمها إذا ت ازمنت مع أزمات أخر ، فعلى سبيل المثال: تتسبب موجات الحر الشديد – المت ازمنة مع انقطاع التيار الكهربائي الالزم لتلطيف اﻷجواء - بحالة من السخط لدى المواطنين في غزة، شجّعت بعضهم – في عدة مّارت - على القيام بحاركات غاضبة، حاولت "إسارئيل" استغاللها في إضعاف الجبهة الداخلية. ( 117 ) كما أن تناقص كميات المياه في الضفة الغربية - بالتازمن مع سرقة "إس ارئيل" للمياه الجوفية - يجبر السلطة الفلسطينية على تعويض النقص بشارئها من الشركات "اإلسارئيلية"، بوتيرة متازيدة سنويًّا؛ اﻷمر الذي يعزز الهيمنة "اإلسارئيلية"، ويزيد من تبعية الفلسطينيين، ويستنزف مي ازنيتهم. ( 118 ) كما يحُد من قدرة الفلسطينيين على التصدّي للعدوان، كما حدث – على سبيل المثال - ح ين وقفوا عاجزين عن إطفاء الحارئق التي أضرمها المستوطنون "اإلسارئيليون" خالل هجومهم على حوّارة في نابلس، سنة ( 2023 )، نتيجة نقص المياه في البلدة. ( 119 )
*
*
*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
108
Made with FlippingBook Online newsletter