1 . مقدمة: تخطئ بعض منهجيات تحليل البيئة االستارتيجية أحيانًا؛ حين تركّز - بشكل مبالغ فيه - على التحديات، وتتجاهل د ارسة الفرص، وبالتالي ينتج عنها است ارتيجيات تركّز على حل المشاكل، بدال من السعي إلى تحقيق اﻷهداف القومية. مما يؤثر في نهاية المطاف إلى تثبيط التفكير االست ارتيجي. ( 1 ) وفي الحالة الفلسطينية على وجه الخصوص، فإن ثمّة خطأ آخر ينبغي التنبّه إليه، وهو حصر تقييم البيئة االستارتيجية في الجانب العسكري فقط (الذي يكتفي باستحضار المعلومات الكمّية حول التفوق العسكري لدى "إسارئيل")؛ مما يحسم التقييم لصالحها قبل أن يبدأ. في حين أن المنظور اﻷمني اﻷوسع الذي ينطلق من الكتلة البشرية؛ باعتبارها حا ضنة لمصادر القوّة المختلفة، يسمح باستحضار أبعاد جديدة، تتجاوز البعد الكمّي العسكري التقليدي، لتصل إلى نطاقات اجتماعية، واقتصادية، ومعنوية، وموازين إقليمية ودولية، بما يعني الخلوص إلى نتائج مغايرة. ( 2 ) ولتالفي الوقوع في هذين الخطأين، يُبيّن هذا الفصل فرص ا ﻷمن القومي الفلسطيني، وبدائله المتاحة والكامنة، في كل من الدائرة الفلسطينية، و"اإلسارئيلية"، واإلقليمية، والدولية، حيث يخصص مبحثًا لكل دائرة منها.
* * 2 . فرص األمن القومي الفلسطيني في الدائرة الفلسطينية: *
تتميّز الدائرة اﻷولى في البيئة االستارتيجية لألمن القومي الفلسطيني بالعديد من عناصر القوة، والفرص المتاحة أو الكامنة، النابعة من داخل الشعب الفلسطيني، في فلسطين وخارجها، ومكوناته المختلفة، الرسمية والشعبية، وعناصره المتنوّعة: العسكرية والسياسية واالقتصادية والمجتمعية والديمغارفية، وغيره ا، وهي على النحو التالي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
118
Made with FlippingBook Online newsletter