رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

2 . 2 . المقاومة الفلسطينية بأشكالها المتنوّعة: إن أكبر عائق يواجه كل احتالل عسكري هو استمارر اإلاردة القوميّة لدى السكان، التي تعني رغبتهم في التحرر ونيل االستقالل السياسي. )*( وهو ما تؤكّده دارسة علميّة؛ درست تجارب االحتالل العسكري في العالم في المدة ( 1815 - 2008 )، وكانت ( 26 ) احتالالً، وخلُصت إلى أن ( 27 %) منها تكللت بالنجاح، وكانت نتيجة ( 19 %) منها مختلطة، فيما فشلت أغلبها ( 54 ؛)% بما فيها كل االحتالالت التي وقعت منذ ( 1967 )، وكانت مشكلتها المتكررة هي اإلاردة القومية للشعوب المحتلّة. ( 12 ) وينطبق اﻷمر - العات ال أري على فلسطين؛ حيث تُظهر عشارت استط في العَقدين اﻷخيرَين - أن رغبة الفلسطينيين في القتال من أجل التحرر الازلت متوقّدة، و أن لدى غالبيتهم تأييدًا واضحًا للمقاومة المسلّحة، مع وجود نسبة متوسّطة تميل إلى نمط المقاومة الشعبية. ( 13 ) و وفقًا لدارسة نشرتها المكتبة االفتارضية اليهودية ( JVL ) بعنوان: "استطالعات الأري العام الفلسطيني: المواقف من اإلرهاب"؛ التي وثّقت نتائج أكثر من ثمانين استطالع آلارء فلسطينيي الداخل المحتل وغزة والضفة، خالل المدة ( 1995 - 2019 )، حول الموقف من المقاومة الفلسطينية وأشكالها - أظهرت النتائج أن تأييد الفلسطينيين للمقاومة مر بمارحل مد وجزر، فتارجع في أوج عملية التسوية السياسية في الفترة ( 1995 - 1999 )، لكنه عاد وبقوة ليحظى بأغلبية الفلسطينيين منذ سنة ( 2000 ) حتى نهاية الدارسة سنة ( 2019 )، مع مالحظة أنه مر بمرحلة تارجع محدود في عامي ( 2005 - 2006 ). وتظهر الدارسة ميال واضحًا إلى تبنّي الفلسطينيين استارتيجية المقاومة المسلّحة، مع نسبة متوسط ة منهم تؤمن بالمقاومة السلمية. ( 14 ) لقد ترجم الفلسطينيون هذه اإلاردة إلى أشكال متنوّعة من المقاومة، منها: 2 . 2 . 1 . المقاومة المسلّحة المنظمّة: نجح الفلسطينيون في بناء مقاومة منظّمة في قطاع غزة، اركمت قوّتها العسكرية، معتمدة على الصناعات المحليّة كأساس، ولها غرفة ع مليات مشتركة لفصائلها المتعددة، وتحظى بحاضنة شعبية عريضة، وقد ساعدها تولّيها لإلدارة الحكومية في غزة في تحويلها إلى جهة فاعلة هجينة، ويسّر لها الوصول إلى أسلحة وتجهيازت عسكرية؛ يصعب توافرها لمجموعات المقاومة الصغيرة غير الحكومية. ( 15 )

)*( اإلاردة القومية: هي االنتماء الذي يربط أبناء جنس أو عشيرة أو أمّة واحدة، تجمعهم اربطة الدم ووحدة اللغة والدين والتقاليد المشتركة، ويسميها البعض "الروح القومية". عبد الفتاح، الموسوعة الميسّرة للمصطلحات السياسية، ص 229 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

121

Made with FlippingBook Online newsletter