رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

3 . فرص األمن القومي الفلسطيني في الدائرة "اإلسارئيلية": تنعُم "إسارئيل" بازدهار وقوة متفوّقة إقليميّا، ودعم ال يضاهَى من قوة عظمى، هي لها حليف وسند، إضافة لتمتعها بعالقات مميزة مع ماركز النفوذ في العالم، إال أنها قوة إقليميّة، مأزومة من داخلها، وتحمل في داخلها عناصر ضعفٍ، تهدد أمنها، وربما وجودها. وبما أن اﻷمن القومي الفلسطيني، هو نقيض اﻷمن القومي "اإلسارئيلي"؛ فإن كل عامل ضعف "إسارئيلي"، يمكن أن يكون فُرصة للفلسطينيين؛ لذا يسلط هذا المبحث الضوء على نقاط ال إل ضعف "ا أل سارئيلية"، التي يمكن أن تكون فرصة ل من القومي الفلسطيني، السيما على المستوى الست ارتيجي، مع تجاهل ا ال تلك التي ترقى لهذا المستوى. 3 . 1 . فشل "إسارئيل" في إنهاء وجود الفلسطينيين: تقف "إسارئيل" اليوم في منتصف الطريق في محاولتها الستكمال استعمارها، فرغم نجاحها في احتالل أرض فلسطين، إال أنها فشلت في إبادة الشعب الفلسطيني، أو استكمال تهجيره، وهي المهمة التي أصبحت شبه مستحيلة مستقبالً، فالمجتمع الدولي الحالي لم يعد يتقبّل مثل هذه الخطوة [وأمسى الفلسطينيون اليوم أكثر تنظيمًا ووعيًا؛ مقارنة بحالهم عند النكبة]. ( 30 ) لقد اجتهد باحثون كُثُر في دارسة التجارب االستعمارية في مارحل سابقة من التاريخ، ومقارنتها بحالة "إسارئيل"، في محاولة لتوقّع مآ ا الته ، بالقياس على تجارب التاريخ. فذهب بعضهم إلى أن معضلة االستعمار االستيطاني "اإلس ارئيلي" تكمن في عدم تمكّنه من إبادة كل السكان الفلسطينيين؛ فهنال ك أكثر من ( 13 ) مليون فلسطيني، أقل من نصفهم ما ازلوا يعيشون على اﻷرض المحتلّة ، ويطالبون بحقهم في تقرير المصير (أي فشل إازلتهم ماديًّا). كما عجز عن استيعاب السكان اﻷصالنيين، أو دمجهم ضمن مجتمع المستعمِرين (بإ ازلتهم اجتماعيًّا وثقافيًّا)، على نقيض تجارب االستعمار االستيطاني في كل من الب ارزيل واستارليا، الذي استطاع استيعاب السكان اﻷصالنيين عبر تفعيل سياسات معيّنة من تمازج/ اختالط اﻷجناس ( Miscegenation )، ف هذه السياسات غير ممكنة في السياق إلس ارئيلي" ، إذ "ا الفروقات بين المستعمِر والمستعمَر ال تقوم فقط على العرق أو اللون، وإنّما على الديانة، والثقافة، والتاريخ. ( 31 ) أما الباحث "اإلسارئيلي" روفيني ( Reuveni ) )*( وبعد أن درس التجارب االستعمارية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في آسيا وأفريقيا، وقارنها إلس ارئيلي" ، فقد خلُص باالستعمار "ا إلى ما يلي:

)*( رفائيل روفيني ( Rafael Reuveny :) أستاذ في كلية الشؤون العامة والبيئة بجامعة إنديانا، يحمل الجنسيتين "اإلسارئيلية" واﻷمريكية، إلس ارئيلي". وعمل سابقًا ضابطًا في الجيش "ا Reuveny, “ The Last Colonialist ”, 325

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

125

Made with FlippingBook Online newsletter