رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

3 . 2 . عقدة الشرعية لدى "إسارئيل": رغم مرور نحو ثمانية عقود على تأسيسها، تعاني "إسارئيل" شعوًار عميقًا بعدم شرعيّتها، ويسكنها هوس االعتارف بها، لدرجة أنها تضع طلب االعتارف على الطاولة في كل مناسبة من منظمات وأحازب وفعاليات ، وليس فقط من الدول. ( 34 ) وتتفاوت عقدة "إسارئيل" في فقدان الشرعية في الساحات اإلقليم ية والعالمية، ما بين فقدان شرعية سياساتها وأفعالها، كما يحدث لدى طيف واسع من اﻷكاديميين والنشطاء الغربيين، الذين يرفضون سياسات االستيطان، واستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين؛ وما بين رفض شرعية وجود "إسارئيل" بالكليّة، باعتبارها كيانًا طارئًا غير طبيعي ف ي المنطقة العربية (السيما في نظر الشعوب العربية واإلسالمية). ( 35 ) وتمثّل هذه العُقدة فرصة مهمّة للفلسطينيين، فهي تحُد من حرية تصرّف "إس ارئيل" في استخدامها لقدارتها العسكرية الهائلة ضد الشعب الفلسطيني كيفما ووقتما تشاء، خوفًا من ردود اﻷفعال الدولية والشعب ية والقانونية، التي تفاقم نزع شرعيتها. ورغم أن بعض عمليات المقاومة الفلسطينية قد تحظى ب اإلدانات الدولية نفسها ، إال أن هذه اإلدانات تكون عادة أشد وطأة على الدول، وأكبر مما هي على الفاعلين من غير الدول ( rs Non-state acto .) ( 36 ) 3 . 3 . معضلة "إسارئيل" الجيوستارتيجية: تقيم "إسارئيل" "دولتها" في أرض فلسطين االنتدابية، على مساحة ( 21,770 ) كلم 2 ، فهي "دولة" صغيرة، تمتد حدودها البرية لمسافة ( 1,017 ) كلم، مع شريط ساحلي بمساحة ( 273 ) كلم. وتمتد جغارفيتها على شكل طولي يصل حتى ( 424 ) كلم، في حين ال يزيد عرضها عن ( 114 ) كلم في أعرض منطقة، ويتقلّص إلى ( 14 ) كلم فقط في أضيق نقطة، ويتركّز معظم سكان "إسارئيل" وبنيتها التحتية الحيوية في منطقة ضيّقة من السهل الساحلي (تل أبيب الكبرى). ( 37 ) لقد أسفر هذا التشكيل الجغارفي والديمغارفي "إلس ارئيل" إلى افتقارها للعمق الجغارفي واالستارتيجي الالزم لتأمينها؛ مما يوفّر فرصة مهمّة لقوى المقاومة، ويحوّل ما يُعرف بمنطقة "المركز"، إلى نقطة ضعف أمام صواريخ المقاومة، التي تتسبب في حال سقوطها بكثافة إلى تعطيل الحياة اليومية، واإلضارر بالمنشآت واﻷصول الح يوية، وإعاقة تعبئة وحدات االحتياط، وعرقلة تحرك القوات بين مختلف المناطق. وهو اﻷمر الذي دفع القادة "اإلسارئيليين" العتماد "نقل المعركة إلى أارضي العدو" مبدأ أساسيًّا في نظريتهم اﻷمنية. ( 38 ) ومن جانب آخر، فإن طول الحدود "اإلسارئيلية" مع انعدام العمق الجغارف ي، جعل جزءًا من خطوط مواصالتها مكشوفًا أمام النيارن المباشرة وغير المباشرة، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية، أو مرتفعات جنوب لبنان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

127

Made with FlippingBook Online newsletter