رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

كما تفتقر هذه الحدود للموانع الطبيعية، فهي حدود سياسية، لم ترتسم وفق المعالم الطبيعية؛ مما ي صعّب عملية الدفاع عنها، وتحا ول "إسارئيل" معالجة هذه المعضلة بتكثيف االستيطان في محيطها، واعتباره جزءًا من نظامها الدفاعي. ( 39 ) ويخلق هذا الواقع هاجسًا لدى القادة "اإلسارئيليين"؛ من االضطارر لالنخارط في معركة على جبهات متعددة بشكل مت ازمن، كمثل: غزة، ولبنان وسوريا، والضفة الغربية، وساحات أخر في حال حدوث تغيارت استارتيجية في دول الجوار بطريقة أو بأخرى، حيث يتوقّع أن تصب هذه القوى نيارنها على منطقة المركز في "إسارئيل"، متسببة بخسائر "إسارئيلية" فادحة. ( 40 ) 3 . 4 . : إلسارئيلية" مأزق العقيدة العسكرية "ا لقد تغيّرت طبيعة الحروب مع "إسارئيل" في العقود اﻷُخَر ، من حرب تقليدية، إلى حرب غير تقليدية، أطارفها: جيش نظامي "إسارئيلي"، وقوات المقاومة (الفلسطينية واللبنانية) المسلّحة، وهي قوات غير تقليدية ( non-conventional )، صغيرة القوام نسبيا، تتسلح باﻷسلحة الصغيرة، ومنظومات اﻷسلحة القصيرة وبعيدة المدى، ويرى خبارء أن العقيدة العسكرية "اإلسارئيلية" التقليدية تقادمت، ولم تعد متناسبة مع هذا النوع الجديد من الحروب. ( 41 ) فمبدأ "الردع" لم يعد حكًار على "إسارئيل"، بل أصبحت في حالة "ردع متبادل" مع كل من المقاومة الفلسطيني ة في غزة، والمقاومة اللبنانية، وإيارن؛ وهو اﻷمر الذي ينسف مبدأ حرية العمل "اإلسارئيلي" من أساسه ؛ مما ، إلسارئيلي" ينتهي بتقليص قدرة الردع "ا بدال من كونه يعززها. أما مبدأ "الحسم" (بمعنى تدمير قوة العدو المسلّحة)، فلم يعد معيا ًار ناجحًا إلعالن االنتصار مثلم ا حدث في حربَي ( 1956 ، 1967 )، ولم يعد مبدأ "احتالل أارضي العدو" يعطي أفضلية للتوسع المحتمل، أو إلجارء مقايضة سياسية، وثبت فشله في القضاء على قوات غير تقليدية صغيرة، متحصّنة بحاضنة مدنية داعمة، كحال قوات المقاومة، بل قد يورّط "إسارئيل" في مستنقع من القتال ا لطويل، ال ينتهي بنصر مؤكّد. ( 42 ) في حين أن مبدأ "الدفاع" مُكلف جدًّا، وتكتنفه ثغ ارت؛ فالدفاع السلبي إلس ارئيلي" يعتمد "ا على الجدارن اﻷمنية، و اﻷماكن المحصّنة، ونُظم اإلنذار المبكّر للسكّان، أمّا دفاعها النشط فيعتمد على منظومات صواريخ آرّو، والقبة الحديدية، ومقالع داوود، وغيرها. ( 43 ) ومن الصعب أن تقدّم هذه المنظومات دفاعًا كامالً، وال يُتوقّع أن ت قدّم حماية تامّة للعمق "اإلسارئيلي"، السيما مقابل تهديدات الصواريخ الدقيقة، والبدائية إذا استخدمت بكثافة، والطائارت المسيّرة، واﻷسلحة الهجومية الموجّهة عن بعد. ( 44 ) كما أن الخطوط الدفاعية البريّة يُمكن أن تتهاوى؛ إذا تعرّضت لهجوم منسّق مباغت وجيّد التخطيط، كما حصل في عملية "طوفان اﻷقصى" في السابع من أكتوبر ( 2023 .)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

128

Made with FlippingBook Online newsletter