3 . 5 . محدودية القدارت العسكرية " اإلسارئيلية" في المواجهات غير المتماثلة: تتمتع "إس ارئيل" بتفوّق عسكري كبير على أعدائها، إال أنه تفّوق نسبي ليس مطلقًا، وتعتريه ثغارت ومعضالت، تقلل من فعاليّته في بعض اﻷحيان، وتشكّل فرصة للفلسطينيين. فالصناعات العسكرية " اإلس ارئيلية" ، لم تنجح في صناعة وسائ ل قتالية مالئمة لتحديات االنتفاضات الشعبية وحروب العصابات، التي أبدعت فيها المقاومة الفلسطينية. ( 49 ) وال تازل إمكانات الدفاع الجوي "اإلسارئيلية" غير مكتملة (وفقًا لتقرير مارقب "الدولة")، وال يُتوقّع لها أن توفر حماية كاملة في أي معركة قادمة ، من تهديد اﻷسلحة الجوية (كالطائارت المسيّرة والقذائف الصاروخية) ( 50 ) ، ال سيما إذا استخدمت المقاومة "اإلغارق الصاروخي" )*( ، كما فعلت في معركة "سيف القدس" سنة ( 2021 ) ، وطوفان اﻷقصى ( 2023 - 2024 .) كما يجد الجيش "اإلسارئيلي" عوائق تحول دون استخدامه بعض أسلحته المتفوّقة، فمن الصعب استخدامه ﻷسلحة الدمار الشامل في مواجهة قُوى المقاومة الفلسطينية؛ ﻷسباب منها التّ ماس الجغارفي، القريب مع مدنه ومواقعه؛ مما يعني تحييد القدارت النووية من ميازن المعركة. ( 51 ) 3 . 6 . تارجع دافعية المجتمع "اإلسارئيلي" للتضحية: تتارجع نسبة انضمام مجندي الخدمة اإل لازمية إلى الجيش "اإلسارئيلي" بشكل مطّرد، وانخفضت من ( 75 %) إلى ( 50 %) خالل ( 20 ) سنة. ( 52 ) ووصلت نسبة التهرب من الخدمة العسكرية في سنة ( 2020 ) إلى ( 32 %)، السيما من الوحدات البرية، ووصل اﻷمر إلى سجن عشارت الجنود؛ لرفضهم الخدمة في سالح المدرّعات. ( 53 ) ويُرجع باحث ون تارجع الدافع للتجنيد إلى تارجع التضامن العام في المجتمع "اإلسارئيلي"، بحيث يفضّل الفرد نفسه على المصلحة العامّة، وتارجع االستعداد للتضحية، وفقدان اإليمان بصدقية الطريق - حيث باتت محبة اﻷرض مصطلحًا سياسيًّا أكثر منه قيميًّا -، إضافة لتطلّعه للعمل في القطاعات المدنية، التي توفّر رواتب أعلى، وفرصًا مهنية أكثر تنوعًا. ( 54 ) ومن جهة أخرى، فإن المجتمع "اإلس ارئيلي" - كنظ ارئه من اﻷوروبيين - يعاني من حساسيته المفرطة تجاه الخسائر البشرية؛ فهو وإن كان مستعدًا لدفع ثمن باهظ لمواجهة التهديدات الوجودية الخطرة أو الواضحة ، أو تلك التي يصوّرها قادته بأنها حرب وجوديّة (كحربهم على غزة 2023 ؛) )*( اإلغراق الصاروخي: استارتيجية تقوم على إطالق عدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة، نحو هدف صغير، وتُستخدم ضد عدو يمتلك دفاعات جوية متطوّرة، حيث تعجز المضادّات عن اعتارض جميع الصواريخ المهاجِمة، ويتمكّن جزء منها الوصول إلى اﻷهداف المطلوبة وتدميرها. انظر: د. م. "استارتيجية اإلغ ارق الصاروخي"، ص 48 - 56 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
130
Made with FlippingBook Online newsletter