إال أن هذا لم يفلح على الدوام، ف نسبة كبيرة تقارب ( 65 %) من سكان "إسارئيل" يجدون سبال مختلفة للتفلّت من هذه الخدمة، منهم كتلتا اليهود (الحريديم)، وفلسطين يي الداخل، اللتان تمثالن ( 30 %) من سكان "إسارئيل"؛ ليتحمل عبء الخدمة العسكرية ( 35 %) الباقين؛ مما يعني أن التجنيد اإللازمي في "إسارئيل" بات خارفة، وأصبح الخّازن البشري للتجنيد في حالة تناقص. ( 61 ) إن تناقص حجم قوات االحتياط سيحد من قدرة "إسارئيل" على احتالل مزيد من اﻷرض والثبات عليها لفت ارت طويلة مستقبالً، وسيضاعف حاجتها إلى اإلنذار المبكّر، وسيزيد من اعتمادها على القوة النارية المطلقة، بدال من القوات البرية. ( 62 ) ومن جانب آخر، يالحظ وجود تباينات عقائدية وسياسية حول االستارتيجيات العسكرية، ففي حين يظهر شبه إجم اع داخلي حول الردع "اإلسارئيلي" في الرد على عمليات المقاومة الفلسطينية التي تستهدف العمق "اإلسارئيلي" في المناطق المحتلة سنة ( 1948 )، باعتبارها تهديدا وجوديًّا "إلسارئيل"؛ فإن هذا اإلجماع يضعف حول االحتالل "اإلسارئيلي" للمناطق المحتلّة سنة ( 1967 )، وجدوى االستمارر فيه، السيما في فتارت تصاعد المقاومة في هذه المناطق. ويتيح هذا التباين للفلسطينيين استثمار هذه الفرصة، بتوحيد جُهدهم المقاوم في هذه المناطق [باعتباره تكتيكًا مرحليًّا]؛ مع االحتفاظ بقدرة على الوصول إلى اﻷهداف في عمق "المدن اإلسارئيلية"، واستخدام ه كسالح ردع؛ للرد على أي اعتداء على المدن الفلسطينية أو المدنيين الفلسطينيين، إذا كان ذلك من شأنه ردع أو درء العدوان. ( 63 ) ويالحظ أن التوتارت الداخلية تتفاقم بشكل واضح عند اﻷزمات، كاﻷزمة االقتصادية التي صاحبت وباء كوفيد ( 19 ) ( 64 ) ، وعند اﻷزمات السياسية والعسكرية ، كما حصل إبان معركة "سيف القدس" ( 2021 )، حيث استطاع فلسطينيو ال داخل المحتل التحرّك القوي في إطار المقاومة الشعبية أثناء المعركة، ونجحوا في إحياء الروح الثورية، وتعميق حالة االنفصال النفسي عن االحتالل، وتوحيد الكفاح الفلسطيني مع الساحات اﻷخر (في القدس، وغزة، والضفة، والشتات). ( 65 ) ونجحوا في خلق تحد است ارتيجي من الدرجة اﻷولى "إلس ارئيل"، فقد نقلوا المعركة إلى عُمقها؛ داخل المدن المحتلّة (كاللد والرملة وحيفا وعكا ويافا)، وأعاقوا تحركات الجيش "اإلسارئيلي"، وتعبئة احتياطه، وطرق إمداده، ووصول جنوده إلى القواعد العسكرية؛ مما استنزف "إسارئيل"، ودعاها لتقصير أمد المعركة. ( 66 ) ورغم استدارك "إسارئيل" لألمر الحقًا، وقيامها بإجارءات للسيطرة على فلسطينيي الداخل في زمن الحرب، كما حدث في حرب "طوفان اﻷقصى" التي بدأت في السابع من أكتوبر ( 2023 ،) إال أن هذا لن يستم ر على الدوام، فكل عوامل التناقض والتوتر الازلت كامنة، إلى أجل ما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
132
Made with FlippingBook Online newsletter