رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وبغض ال نظر عن مخاوف بعض الدول العربية من سياسة التوسّع ومد النفوذ اإليارني في اإلقليم )*( ، إال أن إيارن بقيت الدولة الوحيدة التي تدعم الفلسطيني عسكريًّا ، ضد عدوهما ال مشترك "إسارئيل"، حيث تم د قوى المقاومة الفلسطينية ب العتاد العسكري، والمال، والتدريب ؛ اﻷمر الذي ساعدهم في الصمود، وتوجيه ضربات موجعة لـ "إسارئيل" في حروبها المتكررة على غزة. ( 80 ) في الوقت الذي تُحج م فيه الدول العربية واإلسالمية عن تقديم أي دعم عسكري للفلسطينيين، وال يتجاوز دعمها في أحسن اﻷحوال تمويل موازنة السلطة الفلسطينية واﻷونروا والمشاريع اإلغاثية، والدعم السياسي المحدود بسقف حل الدولتين. ( 81 ) الفت، أن ومن ال باحثين صنّفوا عالقة فصائل المقاومة الفلسطينية مع "إيارن" تهديدًا لألمن الفلسطيني؛ لكونه يقوّي هذه الفصائل، ويمكّنها من استخدام سالحها في فرض بارمج سياسية وأيدلوجية مغايرة لنهج السلطة الفلسطينية، التي ستفتقد احتكارها للقوة، إضافة للتخوّف من تحويل هذه الفصائل إلى أدوات ضغط تستخدمها إي ارن في حروبها المحتملة مع "إس ارئيل"، وفقًا لقولهم. ( 82 ) فيما ي رى اآلخرون في العالقة مع إيارن فُرصة قوميّة ، تعزز صمود الفلسطينيين، وتمدّهم بالعتاد الالزم لتقليل االختالل في ميازن القوة بين الفلسطينيين و"إسارئيل"، وتساهم في مشاغلة "إسارئيل"، عبر جبهات متعددة في غزة، ولبنان، وسوريا، وغيرها. ( 83 ) ويمكن إجمال أهمّية العم الست ارتيجي العربي ق ا واإلسالمي للفلسطينيين، في وجوه عدّة: أ- إمداد الفلسطينيين بالسالح الضروري لمقاومة االحتالل، سواء من فاعلين دوليين (كإيارن وسوريا)، أو من المستويات الشعبية (مثل ليبيا ما بعد الثورة). ( 84 ) ب- تقييد حرية اﻷطارف الخارجية (بما فيها "إسارئيل" والواليات المتحدة) في تعاملها مع القضية الفلسطينية، عن التوسّع في العدوان العسكري، أو القيام بخطوات أحاديّة، ال سيما تجاه المقدّسات الدينية، تحسبًا لردّات الفعل العربية واإلسالمية. ( 85 ) ج- إبقاء "إسارئيل" في حالة من التأهب، على جبهات عدّة، السيما تجاه الدول والكيانات التي توصف بمحور المقاومة، وهو أمر يُرهق "إسارئيل". ( 86 ) د- توظيف طاقات الشباب العربي، واإلسالمي، لخدمة القضية الفلسطينية. ( 87 ) )*( على خالف الحكومات؛ ال تازل غالبية الشعوب العربية ترى إسارئيل العدو اﻷوّل، وليس إيارن؛ ففي استطالع الأري اﻷكبر من نوعه، الذي أجاره "الباروميتر العربي" في المدة ( 2018 - 2019 ) ؛ الذي شمل كال من: (لبنان، فلسطين، اﻷردن، العارق، الكويت، اليمن، مصر، السودان، ليبيا، تونس، الجازئر، المغرب)، أظهرت النتائج أن إسارئيل هي التهديد اﻷكبر الست قارر المنطقة، أمّا من يرون في إيارن تهديدًا أساسيًّا، فلم تزد نسبتهم عن ( 11 %) في ( 8 ) من أصل ( 12 ) دولة شملها االستطالع، وكان االستثناء في دول (الكويت والعارق واليمن)، حيث قفزت النسبة ما بين ( 31 -% 42 %)، وهي دول تدخلت فيها إيارن بشكل مباشر. روبنز، أيهما أكثر ت هديدا للمنطقة: إسرائيل أم . إيران؟ هذا رأي العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

136

Made with FlippingBook Online newsletter