5 . 2 . 2 . تطلّع روسيا نحو الشرق األوسط واضطارب ع مع القاتها "إس ارئيل": تسعى روسيا إلى ترسيخ فكرة عالم متعدد اﻷقطاب، تكون فيه قطبًا عالميا ال يمكن احتواؤه أمريكيا؛ ولذلك تُظهر اهتمامًا واضحًا بالعودة كالعب رئيس في الشرق اﻷوسط، ونجحت في فرض نفسها طرفًا ذا تأثير مح وري في معظم القضايا اإلقليمية. ( 99 ) وترى في القضية الفلسطينية بوابة لتعزيز دورها الدوليّ، وورقة للضغط والمقايضة مع "إس ارئيل"، مقابل ملفات أخر تهمّها في مناطق متعددة من العالم؛ لذلك تحافظ على عالقات وثيقة الحتكار مع القوى السياسية الفلسطينية، وتدعو إلنهاء ا اﻷمريكي لعملية التسوية السياسية. ( 100 ) وقد شهدت العالقات الروسية – "اإلسارئيلية" توتاّرت في العقد اﻷخير، متأثرة بعوامل عدةّ، منها: تداعيات التموضع الروسي في سوريا، والموقف من الحرب في أوكارنيا ( 2022 )، واحتدام االستقطاب الروسي – اﻷمريكي، وهي توتاّرت يُتوق ع تازيدها في المرحلة المقبلة، وتبشّر بانتهاء العصر الذهبي الذي تستفيد فيه "إسارئيل" من عالقاتها الثنائية مع اﻷقطاب الدولية المتنافسة. ( 101 ) وال شك أن كل تارجع في عالقات "إسارئيل" مع اﻷقطاب الدولية المؤثرة، يخدم الفلسطينيين، ويزيد من مساحة المناورة السياسية لهم؛ مما يعود بتعزيز اﻷمن الفلسطيني في بُعده السياسي. 5 . 2 . 3 . تازيد نفوذ الصين في الشرق ا : ألوسط بالتازمن مع صعود الصين كقوة عالمية مهمّة، يتوسّع ويتعمّق نفوذها في الشرق اﻷوسط، مدفوعة بشكل أساسي بحاجتها الماسّة لواردات النفط السعودي واإليارني؛ لتغذية اقتصادها الصاعد. وتركز االستارتيجية الصينية على عدم االنخارط في النازعات السياسية اﻷساسية في اإلقليم، بل تحتفظ بعالقات متوازنة مع أطارفها المختلفة، وتعطي اﻷولوية للعالقات االقتصادية الثنائية، بعقد شاركات استارتيجية ضمن مبادرة "الحازم والطريق" الصينية )*( ، إل با ضافة إلى تعزيز حضورها العسكري بإنشاء قاعدتها العسكرية الوحيدة في الخارج (في جيبوتي)؛ مما يضعها في وضع يمكّنها من أن تصبح قوة إقليمية أكثر أهميّة، إذا اختارت أن تفعل ذلك ( 102 ) . وفي عالقتها بالص ارع الفلسطيني – "اإلس ارئيلي"، تحتفظ الصين بعالقات متوازنة مع أط ارفه، فبجانب عالقتها بالفلسطينيين، تدشّن تعاونًا وثيقًا مع "إسارئيل" في مجاالت التكنلوجيا، والبنية التحتية (مثل إدارة ميناء حيفا)؛ وهو اﻷمر الذي أثار سخط الواليات المتحدة في محطات عدّة. ( 103 ) )*( مبادرة الحازم والطريق: مشروع صيني، أُعلن عنه ﻷول مرة سنة ( 2013 )، ي هدف إلى توسيع روابط التجارة بين الصين والعالم، عبر إنشاء خطوط نقل برّي وبحري تمتد في ( 123 ) دولة، بغرض تحقيق هيمنة اقتصادية عالمية للصين، وهو واحد من أكبر مشاريع البُنى التحتية واالستثماارت في التاريخ. لالستازدة: Rolland, A Concise Guide to the Belt and Road Initiative.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
139
Made with FlippingBook Online newsletter