ويتوقّع خبارء أنه في حال احتدام المنافسة االستارتيجية بين الواليات المتحدة والصين في العقدين القادمين، فإن الواليات المتحدة قد تجبر شركاءها في أنحاء العالم (بمن فيهم "إسارئيل") على إعالن اختياارتهم ووالئهم الصريح. وفي حالة "إسارئيل" سيكون اختيارها محسومًا لصالح الواليات ال متحدة؛ مما يعني توتّر العالقات الصينية – "اإلس ارئيلية". ( 104 ) إن إمكانية الوصول إلى هذه الحالة أصبحت محتملة (وفقًا آلليات عمل السياسة الدولية)؛ مما يعني إتاحة فُرصة سياسية جديدة للفلسطينيين، لالستفادة من التضاد الصيني – "اإلس ارئيلي" المحتمل، وهو أمر ينبغي الستعداد الجيد على الفلسطينيين ا له. 5 . 2 . 4 . تأثير القطب األوروبي في القضية الفلسطينية: وال ي ازل القطب العالمي ال اربع، أورو با (ممثال في االتحاد اﻷوروبي والمملكة المتحدة) يحتفظ بمكانته، مرك ًاز اقتصاديًّا عالميّا. وسبق أن بيّن الكتاب ، أن الدور اﻷوروبي يشكّل تحد للفلسطينيين، لكنّه ال يخلو من فرص ارهنة. ومن هذه الفرص، حقيقة أن اﻷوروبيين يميلون بشكل عام إلى توجيه انتقادات حادة للسياسات "اإلسارئيلية" المناقضة لحل الدولتين، مثل االستيطان، ومحاولة ضم أجازء من الضفة الغربية، وفي بعض اﻷحيان، تسببت تقلّبات السياسة اﻷوروبية بأض ارر لالقتصاد "اإلس ارئيلي". ( 105 ) وهذا كلّه، يخدم اﻷمن السياسي للفلسطينيين، ومواقفهم في المؤسسات الدولية. كما أن التمويل اﻷوروبي للسلطة الفلسطينية والمجتمع المدني الفلسطيني – وإن كان له أهداف غربية أخر – إال أنه يُحسّن من الواقع االقتصادي والمعيشي للفلسطينيين، ويحافظ على مستوى مقبول من اﻷمن اإلنساني والمعيشي لهم. ( 106 ) وينبغي التنبّه إلى عوامل مستجدة، ساهمت في تازيد التباعد بين الدول الغربية و"إسارئيل" في العقد اﻷخير، منها: الخالف حول الملف اإليارني، وال تحالف بين اليمين "اإلسارئيلي" الحاكم، واليمين الشعبوي المتطرّف في أوروبا، الذي تعدّه بعض الدول اﻷوروبية تهديدًا لقيمها، ومساهمة في إضعاف االتحاد اﻷوروبي؛ وهي فُرص ينبغي على الفلسطينيين التقاط ها، وا س ال تفادة منها. ( 107 ) وتشير كل المعطيات السابقة إلى أن نظامًا عالميًّا متعدد اﻷقطاب آخذ في التشكّل ، يوفّر بيئة استارتيجية أفضل للدول غير المرحّبة والمتضررة من الهيمنة اﻷمريكية المنفردة، وفي مقدّمتهم ا لفلسطينيو ن، وهي بيئة توفّر مساحة أوسع لتحرّك الدول الصغرى بشكل عامّ؛ نتيجة التساع المساحة الرمادية التي يمك ن المناورة فيها، ما بين المصالح المختلفة لألقطاب المتعددة المتنافِسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
140
Made with FlippingBook Online newsletter