رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

غير أن بعض الخبارء يشكك في جاهزيّة الدول العربية والفصائل الفلسطينية، لالستفادة من حالة تعدد القطبية الدولية المرتقبة؛ بسبب غياب وحدة الصّف، وتبنّيها سياسات مضادّة لبعضها البعض، بينما "إسارئيل" - وبسبب وحدة القارر لديها - يمكنها استغالل هذه الحالة لصالحها بطريقة أفضل، ومثاال عليها: عالقاتها مع الصين والهند، وتوظيفها الوجود الروسي في المنطقة العربية لصالحها في بعض الجوانب. ( 108 ) وهو ما يتطلّب من الفلسطينيين أن يعيدوا توحيد صفوفهم، وترتيب أولوياتهم، وتنشيط دبلوماسيتهم وفق رؤية شاملة، الغتنام الوضع الجديد المأمول، لتحقيق مازيا لقضيتهم وأمنهم القومي. 5 . 3 . تارجع مكانة "إسارئيل" في الساحة األمريكية: تشير طبيعة التنافس الحزبي بين اليمي ن واليسار اﻷمريكي في العقد اﻷخير إلى أن العالقة مع "إسارئيل" لم تعد موضع إجماع ثابت بينهما، كما كانت في السابق. ففي حين احتفظت هذه العالقة بمكانتها في صفوف الجمهوريين (خاصة بين اإلنجيليين)، فإن تأييدها يتارجع في أوساط الحزب الديمقارطي (اليساريين)، وبشك ل غير مسبوق، من مرشحيه للرئاسة حتى قواعده، السيما أوساطه الشبابية، ولدى اﻷوساط اليهودية الليبارلية نفسها، ويشتد الخالف حول دعم سياسات "إسارئيل" كاالستيطان، والحصار، والحروب على غزة. ( 109 ) وتُ ظهر استطالعات الأري تارجع شعبية "إسارئيل" لدى المواطنين اﻷمريكيين، وتهاوي نسبة من يعتقدون أنها حليف ، بشكل ملحوظ؛ فبينما كان ( 47 %) من اﻷمريكيين يصفون "إسارئيل" بالحليف في سنة ( 2015 )، فقد انخفضت النسبة إلى ( 41 %) ثم إلى ( 37 %) في أواخر سنة ( 2018 .) ( 110 ) وتحظى الفجوة العمرية أهمية كبرى؛ ففئة الشباب هي اﻷقل تأييد ا إلسارئيل، فـ ( 25 )% فقط ممن تاروحت أعمارهم بين ( 18 - 29 ) سنة، قالوا إن "إسارئيل" حليف، مقارنة بـ ( 55 %) ممن تجاوزت أعمارهم ( 65 ) سنة. ( 111 ) وفي استطالعات سنة ( 2022 ) قال نصف طلبة الجامعات اﻷمريكية ممن تعرّضوا لحمالت حركة المقاطعة ( BDS )، أنهم يدعمون مقاطعة "إس ارئيل"، وفقًا لتقرير للخارجية اﻷمريكية. ( 112 ) ويعود تازيد التعاطف الشبابي اﻷمريكي مع الفلسطينيين - مقارنة بكبار السن – العتماد الجيل الجديد على وسائل التواصل االجتماعي في فهم اﻷحداث العالمية، فلم يعودوا كآبائهم أُسارى لما تبثّه قنوات التلفزة اﻷمريكية ال منحازة "إلسارئيل" كشبكات ( CNN ) و( FOX ) ، وغيرها؛ وهو اﻷمر الذي يبشّر بصعود جيل جديد، أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

141

Made with FlippingBook Online newsletter