رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

وقد استفدت من الكثير من اﻷدبيات السابقة المتعلقة بالموضوع؛ سواء كانت فلسطينية، أو عربية، أو أجنبية، لكنّي الحظت أن غالبية األدبيات الفلسطينية التي تناولت موضوع اﻷمن القومي الفلسطيني، ركّزت على جوانب مخصصة منه؛ منها على سبيل المثال: دور العمل السياسي في تعزيز اﻷمن، وواقع مجلس اﻷمن القومي الفلسطيني، ودور خبارء اﻷمن القو مي في بناء استارتيجية وطنية، وتأثيارت اﻷمن القومي "اإلسارئيلي" على اﻷمن الفلسطيني. أمّا الكتب اﻷربعة اﻷكثر أهمية، التي تناولت الموضوع بشكل مباشر وموسّع، فإنها لم تخل ف الت منهجية، من مشك كتاب خالد شعبان وآخرون، بعنوان: "ا ألمن القومي الفلسطيني: مرتكزات " وتحديات ؛ الذي نشره مركز اﻷبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، سنة ( 2016 )، يتضمّن ثالث مشكالت جوهرية، األولى: عند تعريفه لألمن القومي الفلسطيني، فإنه ي حصر المرجعية التحليلية لألمن ومسؤولية الممارسة اﻷمنية - في إطار منظمة التحرير الفلسطينية فقط، و يهمل الفاع لين الفلسطينيين خارجها، رغم ثقلهم العسكري واﻷمني الذي يفوق تأثير المنظمة في المجال الدفاعي (العسكري واﻷمني) الحالي. والثانية: معالجة الموضوع بلغة تميل إلى الجانب السياسي واالجتماعي والقانوني، وعدم االهتمام الكافي باﻷبعاد الدفاعية اﻷمنية والعسكرية، رغم أن القوة الصلبة هي محور الدارسات اﻷمنية. والثالثة: التركيز على التحديات فقط، وعدم تبيان الفرص والبدائل الممكنة أو المحتملة الت أ ، باإلضافة إلشكا خر. أما كتاب اللواء مصباح صقر (مؤسس وقائد سابق ل جهاز اﻷمن الوقائي)، بعنوان: "ا نكشاف " األمن القومي الفلسطيني ؛ الصادر سنة ( 2011 ) ، فركّز على دارسة الموضوع من خالل ثالثة مفاهيم؛ هي: التهديدات الداخلية، وتغييب العقيدة اﻷمنية، ومشكلة التخابر مع العدو ؛ وبذلك يكون قد تناول الموضوع في مستوى "اﻷمن الداخلي"، الذي يناقش التحديات داخل الدائرة الفلسطينية، وبعضًا من التحديات "اإلسارئيلية"؛ لكنه ال يهتم بالتحديات اإلقليمية والدولية بشكل كاف - رغم أهميتها - ، كما ال يتطرّق ﻷي من الفرص والبدائل ، في الوقت الذي توسّع فيه في دارسة مشاكل مجتمعية وأسرية وتربوية، وغيرها من المشاكل التي ال ترق العتبارها تحديات أمن قومي. ويؤخذ على كتاب د. محمد المصري وآخرين، بعنوان: "األ من القومي الفلسطيني: الرؤية " والبناء المؤسسي ؛ الصادر سنة ( 2008 - ) مساواته بين اﻷمن القومي الفلسطيني وأمن السلطة الفلسطينية، واعتبار غاية اﻷمن هي حماية السلطة نفسها؛ مما يتجاهل مكوّنات فلسطينية مهمة؛ مكانية: كفلسطينيي الشتات، و الداخل المحتل )*( ؛ الذين ال تحكمهم السلطة الفلسطينية، وسياسية: كقوى المقاومة الفلسطينية وأجهزتها العسكرية واﻷمنية، كما يؤخذ على الكتاب التركيز على الساحة )*( يستخدم المؤلف في هذا الكتاب مصطلح " فلسطينيي الداخل المحتل ؛" لإلشارة إلى الفلسطينيين وأبنائهم، ال ذين بقوا في قارهم وبلداتهم بعد حرب ( 1948 )، فأصبحوا يعيشون داخل حدود خط الهدنة، وفُرض عليهم حمل إلس ارئيلية". الجنسية "ا

Made with FlippingBook Online newsletter