5 . 7 . 2 . إلعالمية والثقافية العولمة ا قامت قوى االستعمار القديمة بإبادة الشعوب اﻷصليّة وتهجيرها؛ إلحكام السيطرة على اﻷرض، لكن ثمة متغيّرين مستجدّين، يجعالن "إسارئيل" عاجزة عن تقليدها؛ فقد أصبح الأري العام العالمي أقل تقبّال لفكرة االحتالل، كما أن تدفّق المعلومات واﻷخبار المصورة من فلسطين إلى العالم، تصعّب على "إسارئيل" التفرد بالفلسطينيين، فأصبح – نظريًّا - من الصعب إبادتهم أو استكمال تهجيرهم، تحسّبًا لردّات الفعل، العربية واإلسالمية والدولية ؛ وإن كانت "إسارئيل" لم تيأس من ذلك، وما ازلت تحاول بكل جدّية. ( 135 ) لقد هيمنت "إسارئيل" ومناصروها – تاريخيًّا- إلعالم على ا العالمي التقليدي؛ ﻷنه كان يحتاج موارد مالية ضخمة، وتنظيما قويًا، لم يمتلكهما الفلسطينيون وحلفاؤهم؛ لكن مع ظهور اإلعالم الرقمي الجديد، المجانيّ بطبيعته ، أصبح لمناصري الحق الفلسطيني مجال التعبير عن آارئهم، وتوثيق وفضح بشاعة االحتالل وممارساته، السيما أثناء اﻷحدا ث الكبرى (كالحروب على غزة)، وتوظيف هذه المواد اإلعالمية للترويج للقضية الفلسطينية عالميًّا. ( 136 ) وتضاءلت قدرة الرقابة العسكرية "اإلسارئيلية" على التحكم فيما ينشره "اإلسارئيليون"، عبر اإلعالم الرقمي؛ مما يسهّل للمقاومة الوصول والكشف عن كثير من المعلومات حول اﻷحداث اﻷمنية، ويزيد من قدرتها على "الجمع العلني للبيانات" من المصادر المفتوحة. ( 137 ) أمّا داخل الشعب الفلسطيني، فقد أصبحت وسائل التواصل االجتماعي مهمّة لزيادة الوعي اﻷمني لدى الشباب الفلسطيني، وأداة مؤثرة في "التعبئة الثورية"، وإذكاء الوعي الوطني لديهم، وساهمت في زيادة تفاعل الشارع الفلسطيني مع قضاياه الوطنية، السيما عندما يتعلق اﻷمر باﻷماكن المقدّسة، وتحوّل الشباب الفلسطيني و المارهقون إلى عناصر نشر للسرديّة الفلسطينية، إل وتحريض على المقاومة، بشكل سبق اإلعالم الرسمي الفلسطيني، وتفوّق على الهيمنة "ا س ارئيلية" المعتادة في الفضاء الرقمي. ( 138 )
*
*
*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
148
Made with FlippingBook Online newsletter