رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ رؤية حول األمن القومي الفلسطيني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2 . 2 . 2 . 1 بناء قدارت دفاعية مالئمة للحرب غير المتماثلة ( Asymmetric warfare :) أوّل أشكال القوة التي يحتاجها الفلسطينيون، هي امتالك قدارت دفاعية، توفّر لهم قدًار من الحماية ضد التهديدات العسكرية التي يتعرضون لها من "إسارئيل"، أو غيرها من اﻷطارف، وهو حق كفلته لهم المعاهدات والقوانين الدولية، وال يمكن تصوّر بناء دولة فلسطينية تتمتع بالديمومة السياسية بدون القدرة على الدفاع؛ فدولة تتخلى عن هذا الحق اﻷساسي تكون قد تخلّت عن أهم وظائف الدولة، وهو حماية مواطنيها. ( 10 ) وللوهلة اﻷولى، قد يبدو االختالل المفرط في مي ازن القو ة العسكرية الحالي لصالح "إسارئيل"، أمًار محبطًا للفلسطينيين؛ مما يدفع بعضهم لالعتقاد بعدم جدوى مواجهتها عسكريًّا؛ لكن التعمّق في قارءة الصارع، يُظهر أن "إسارئيل" فشلت دائمًا في استخدام كامل قوتها العسكرية لحسم الصارع، بفرض إاردتها على الفلسطينيين، أو إنها ء مقاومتهم العسكرية والسياسية. ويُرجع البعض هذا الفشل إلى افتقاد "إسارئيل" لإلجماع الداخلي الذي يسمح باستخدام كامل قوتها العسكرية في الصارع مع الفلسطينيين، حول اﻷارضي المُحتلّة سنة ( 1967 )، تخوّفًا من ردّات ال فعل اإلقليمية والدولية المحتملة، ( 11 ) ويستثنى من ذلك تلك الحاالت التي يشعر فيها "اإلسارئيليون" أن التهديد القادم من هذه المناطق يشكل تهديدا وجوديًّا على "دولتهم"، كما حصل في عملية "طوفان اﻷقصى" ( 2023 )، حيث قوبلت بإجماع "إسارئيلي" على االنتقام من غزة. ومن جهة أخرى، فإن طبيعة الصارع تضع الجيش "اإلسارئ يلي" (المصم م لمواجهة جيوش نظامية) في مواجهة شعب يقاتل على أرضه ؛ مما ي قلل من جدوى الكثير من القدارت العسكرية "اإلسارئيلية" - بما فيها الترسانة النووية - ؛ اﻷمر الذي يشير إلى أن ميل مي ازن القوة الحالي لصالح "إسارئيل" قد يبدو افتارضيًّا أكثر منه واقعيًّا، ويقترب في محصّلته النهائية لكونه مأزقا است ارتيجيا "إلس ارئيل"، أكثر منه انعكاسا حاسما لتفوّقها العسكري. ( 12 ) وبناء عليه، فالفلسطينيون ليسوا – بالضرورة - في حاجة إلى امتالك قوة عسكرية تقليديّة مماثلة للقوة "اإلسارئيلية"، فهي بعيدة المنال حاليا؛ بل المطلو ب بناء قدارت دفاعية تالئم نمط الحروب غير المتماثلة )*( ، على شكل قوات صغيرة القوام نسبيًّا، تتسلح باﻷسلحة الصغيرة، ومنظومات اﻷسلحة رخيصة الثمن ذات الفعالية العالية. إن هذا الخيار هو اﻷكثر مالءمة للقوى والكيانات الضعيفة، وأحد نقاط ضعف الجيش "اإلسارئيلي". )*( الحرب غير المتماثلة (غير المتكافئة): نمط من الحروب، تحدث بين جيش نظامي، وقوات غير نظامية، ويفضّلها الفاعلون غير الحكوميين، مستفيدين من توفر تقنيات المعلومات واﻷسلحة رخيصة الثمن. وأثبتت هذه الحروب قدرة على هزيمة القوى العظمى، كما هُزمت الواليات المتحدة في العارق وأفغانستان. شافير وآخرون، التحول في منظور الحرب: الحرب الهجينة ، ص 30 - 31 ، 76 .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

161

Made with FlippingBook Online newsletter