ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ رؤية حول األمن القومي الفلسطيني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولذلك فإن من اﻷفضل للفلسطينيين - في حال احتي اجهم للتفاوض مع االحتالل، االعتماد على المفاوضات متعددة اﻷطارف، وعدم التورّط في اتفاقيات ثنائية معه، لزيادة فرصة إلازم الطرف القوي ("إسارئيل"). ( 38 ) كما ينبغي على القادة الفلسطينيين، العودة بالدبلوماسية الرسمية إلى نهج دبلوماسية التحرر الوطني، المالئمة لحالة الدول التي تعاني من االحتالل ؛ التي تنسّق عملها مع المقاومة المبذولة على أرض الواقع، وتستثمرها لتحقيق اﻷهداف الوطنية؛ وعدم التقيّد بالدبلوماسية التقليدية التي تُناسب الدول التي تجاوزت مارحل التحرر الوطني، وتنعم باالستقالل الكامل. ( 39 ) ويجدر بالقادة الفلسطينيين – إلسالمية - عدم عند مخاطبتهم لحكومات الدول العربية وا االكتفاء بخطابات استثارة المبادئ والقيم، أو طلب النصرة واستنهاض النخوة والوحدة العربية والقومية وغيرها فقط، فلم تعد هذه القيم هي ما يُحرّك حكومات غالبية هذه الدول؛ التي صارت تركّز فقط على أمنها القُطري، فيما ينشغل حكامها بتكريس بقائهم في الحكم. وينبغي بدال من ذلك التركيز ع لى المصالح المشتركة، وتضخيم الفوائد العائدة على هذه الدول وحكّامها من مواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وهي كثيرة، كزيادة وزنها اإلقليمي، ومكانة حكامها، وتحجيم االستعالء "اإلسارئيلي" في اإلقليم، وغيرها من نقاط ا ء اللتقا االستارتيجية، أو اآلنية. ورغم أهمية الدبلوماسية الرسمية؛ إال أنه من غير الواقعي توقع أن تُلزم اﻷط ارف الدولية "إسارئيل"، أو أن تتخذ إجارءات شديدة بحقها، حتى في حالة عدوانها العسكري الصريح؛ فللضمانات الخارجية حدود؛ لذا من غير المنطقي أن يعتمد الفلسطينيون عليها بشكل كامل. ( 40 ) 2 . 9 . 2 . الدبلوماسية الشعبية: أمّا الدبلوماسية الشعبية ( public diplomacy ،) فتتجاوز مخاطبة الحكومات إلى مخاطبة الشعوب، بأدوات اتصال غير رسمية؛ إليجاد عالقات مباشرة مع هذه الشعوب، وكسب الأري العام الخارجيّ. ويبرز فيها دور الفاعلين غير الحكوميين، كالمؤسسات اﻷهلية، والهيئات والحمالت الشعبية، والمؤثرين كالخبارء، ونشطاء مواقع التواصل االجتماعي. ( 41 ) ويتيح هذا النوع من الدبلوماسية، توظيف طاقات الفلسطينيين المشتتين في بقاع اﻷرض – وأصبحوا يتكلمون بمعظم لغات العالم؛ لخدمة قضيتهم الوطنيّة، وتُحوِّل الكثير من المتضامنين العرب والمسلمين واﻷجانب إلى سفارء شعبيين لفلسطين؛ مما يضاعف القدرة الفلسطينية على الت أثير على الأري العام، وتتجاوز معضلة محدودية العمل الدبلوماسي التقليدي الفلسطيني، خصوصًا في الدول التي ترتبط حكوماتها بمصالح مشتركة مع "إسارئيل". ( 42 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
177
Made with FlippingBook Online newsletter