لكن هيرز ( John Herz ) حذّر من أن ماركمة القوّة ليس هو الحل النهائي، إذ أنّه سيقود إلى ما يسمّيه بـ "المعضلة اﻷمنية" ( Security Dilemma )؛ و تعني أن قيام دولة ما بتطوير قدارتها العسكرية لتحقيق أمنها، سيثير قلق جيارنها، وسيدفعهم لتطوير قدارتهم العسكرية أيضًا؛ مما سيدخلهم في سباق تسلّحٍ، يعود بمعضلة أمنية جديدة على الدولة. ( 20 ) ومن أنصار الواقعية اﻷمنية من الخبارء العرب د. حامد ربيع )*( ؛ الذي يرفض توسيع مفهوم اﻷمن، ويرى أنه مفهوم عسكري، ينبع من خصائص اﻷوضاع الدفاعية لإلقليم القومي، ويهدف إلى حماية حدود الدولة وأوضاعها اال ست ارتيجية الجيوبوليتكية )†( . ( 21 ) 2 . 2 . 1 . 2 النظرية الليبارلية ( Liberalism Theory :) أما رواد النظرية الليب ارلية القتصاد والتنمية، و أروا أن ، فقد ربطوا اﻷمن با أمن الدول يتحقق بالتعاون الدولي ، وأنّه كلّما ازد االعتماد االقتصادي المتبادل بين الدول؛ كلّما قلّت قابليتهم للعداء والحرب، الرتباط مصالحهم ببعضهم البعض، وأن أصل العالقة بين الدول قائمة على السِّلم ال الحرب والتنافس؛ داعين لبناء مجتمع دولي تعاوني، يقوم على احتارم المؤسسات الدولية واالعتماد االقتصادي المتبادل؛ مع محافظتهم على الدولة مرجعا للتحليل اﻷمني، و على مركزية القوة العسكرية كأصل للحماية إذا اضطرت للدفاع. ( 22 ) ومن أبرز تعريفاتهم لألمن: - روبرت ماكنماار ( Robert McNamara :) " اﻷمن هو التنمية، و بدون التنمية ال يمكن أن يوجد أمن. وإ ن الدول التي ال تنمو في الواقع، ال يمكن ببساطة، أن تظل آمنة". ( 23 ) - لورنس كروز وجوزيف ناى ( Lawrence Kranse & J. Nye :) "اﻷمن هو غياب التهديد بالحرمان الشديد، من الرفاهية االقتصادية". ( 24 ) 2 . 2 . 1 . 3 النظرية البنائية ( Constructivism Theory :) وعلى نقيض النظريّتين السابقتين اللّتين ركزتا على عوامل موضوعية مثل "القوة العسكرية" (لدى الواقعيين)، أو "الثارء االقتصادي" (لدى الليبارليين)؛ جاءت " البنائية " لتقول إن بُنية النظام الدولي ليست "ماديّة" صرفة؛ بل هي "اجتماعية" أيضًا؛ وبالتالي ركّزت على دور الهوية والقيم والمعتقدات في أمن الدول. ( 25 ) )*( د. حامد ربيع: ( 1924 - 1989 )، من أعالم الفكر السياسي العربي، عمل مستشا ًار للرؤساء جمال عبد الناصر، ثم صدام حسين، ورئيسًا لقسم ا لعلوم السياسية ب جامعة القاهرة، وله ( 45 ) كتابًا ومئات الدارسات بالعربية، واإلنجليزية، والفرنسية، واإليطالية، والالتينية. )†( الجيوب وليتيك ( Geopolitics :) هو علمٌ سياسي أساسًا، يستمد جذوره من الجغ ارفيا وحقائقها، ويعمل على اإلفادة منها لخدمة خطط سياسية معينة، بهدف تحقيق السيطرة على العالم أو اإلقليم أو جزء منه، ويرسم تصوًار لما يجب أن تكون عليه الدولة في المستقبل، وهو مفتاح السياسة القومية للدولة. رياض، اﻷصول العامة في الجغرافية السياسية والجيوبوليتكا ، ص 51 - 52 ، 82 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12
Made with FlippingBook Online newsletter